المرضى العرب بالتهاب المفاصل يفضلون العلاج في ميونيخ!
١٧ سبتمبر ٢٠١٣يرقد في مستشفى "ريشتس دير ايزار" (rechts der Isar) بمدينة ميونخ، أحد المرضى العرب من المملكة العربية السعودية. وهي المرة الثانية التي يجري فيها هذا الرجل جراحة لتغيير مفصل ركبة الساق اليسرى، بعد أن قام قبل سنوات بتغير مفصل الساق اليمني. وتصل تكلفة العملية إلى عشرة آلاف يورو. ووفق ابنته التي ترافقه طيلة فترة العلاج، فإن والدها اختار ميونيخ بعد توصية العديد من الأطباء والمرضى الذين مروا أيضا من هذا المستشفى. وهي تقول "إنهم اخبرونا بأن معظم العمليات تتم بتقنيات الجراحات الدقيقة وتقنيات المناظير".
وتتم زراعة المفاصل الاصطناعية عن طريق عمل فتحات صغيرة مما يحافظ على سلامة الأنسجة والخلايا ويقلل بالتالي الألم إلى أدنى حد ممكن. إلى جانب ذلك، أشادت الفتاة بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى العرب والتي تشمل إرشادات باللغة العربية، كما أن المستشفى مجهز بزوايا للصلاة، والطعام يقدم فيه حلال وفق الشعائر الإسلامية.
تكاليف العلاج
ولأن علاج أمراض العظام يتمتع بشكل عام في مستشفيات ميونيخ بسمعة عالمية طيبة، فإن عددا كبيرا من المرضى بمنطقة الخليج والمملكة العربية السعودية يقصدون ميونخ لتلقي العلاج؛ في ما تقوم شركات خاصة ومتخصصة في بعض الدول العربية بنقل الحالات الخطيرة إلى مستشفيات الطوارئ بالمدينة الألمانية.
ووفق احمد واصف الذي يعمل مترجما للغة العربية، فإن مستشفى "ريشتس دير ايزار" أصبح وجهة رئيسية للمرضى العرب في حالات حرجة. ويضيف أن المرضى غير الميسورين من العراق ومصر مثلا، يضطرون لبيع منازلهم وكل ما يملكون من أجل تلقي العلاج فيه. ويعتبر أحمد واصف أن السبب وراء تفوق مستشفى العظام بميونيخ عن باقي المستشفيات، يعود إلى التجربة العريقة التي يتميز بها والتي تعود إلى عام 1907 حين تأسس الفرع على يد البروفيسور فريتس لانج.
وفي هذا السياق أيضا، يشير الطبيب "ياسر الليموني" المصري الأصل والمتخصص في أمراض العظام في مستشفى "ريشتس دير إيزار" إلى أن الأخير "مجهز بأحدث التقنيات، وأن تزايد اهتمام المرضى العرب بعمليات تغيير المفاصل، يعود إلى الصيت الطيب الذي يحظى به المستشفى في هذا المجال، خاصة وأن عدد العمليات الناجحة التي أجريت فيه كبير جدا".
ويعد مرض التهاب المفاصل من أكثر الأمراض شيوعا ليس فقط في المنطقة العربية، وإنما في العالم بأسره. وتشتد احتمالية الإصابة به مع تقدم العمر. وعن تقنيات العملية الجراحية يقول الدكتور الليموني "المرض باختصار هو عبارة عن تلف يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة؛ فتآكل هذه الطبقة الغضروفية الواقية واحتكاك الأنسجة العظمية ببعضها البعض، يتسبب في التهاب المفاصل. وفي حالة تلفها وتسببها في آلام لا تطاق نقوم باستبدالها بمفاصل اصطناعية. والمرضى من دول الخليج يأملون كغيرهم من المرضى في توقف الألم عبر تغيير المفصل المصاب" .
متابعة مستمرة
وأمام الإقبال المتزايد على المفاصل الاصطناعية، يوضح الدكتور الليموني أن الأطباء لا يسارعون باستبدال المفاصل المتضررة بأخرى اصطناعية إلا إذا اقتضت الحاجة لذلك. وهم يسعون في البداية إلى إبطاء عملية التدهور والتخفيف من حدة الأعراض، وذلك قبل اتخاذ قرار إجراء عملية استبدال المفصل. وفي هذا الصدد، ينصح الدكتور الليموني مرضاه بممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر وعلى الأقل 5مرات في الأسبوع لمدة 10 دقائق في اليوم .
بيد أن كثيرا من المرضي الذين يصلون إلى درجة لا يستطيعون معها السير ويشعرون بآلام مبرحة يعتقدون بأن استخدام المفاصل الاصطناعية، قد تحد من الآلام وتسمح بحرية الحركة لذلك لا يترددون في إجراء العملية. وفي هذه الحالة يعد المستشفى بتقديم أفضل سبل العلاج وبمتابعة دقيقة حتى بعد ترك المستشفى .أما بخصوص المرضى العرب، فتتم متابعة حالاتهم حتى بعد عودتهم إلى بلادهم عن طريق صور الأشعة التي يرسلها المريض إلى المستشفى. وعندما يلاحظ الطبيب تغيرات مقلقة يقوم باستدعاء المريض مرة أخرى إلى ألمانيا لمتابعة حالته عن كثب.