المحطة الفضائية الدولية تبقى إرثا للمركبات المكوكية
٢٠ يوليو ٢٠١١ما كان للمحطة الفضائية الدولية أن تقوم لها قائمة بدون المركبات المكوكية وقدرتها على حمل المكونات الضخمة للفضاء. وقد خصص العقد الثالث والأخير من عمر أسطول تلك المركبات، لتحويل حلم ذلك المختبر إلى حقيقة واقعة، هناك على بعد 300 كلم فوق الأرض. وركزت زيارة المكوك أتلانتيس الأخيرة على تخزين احتياطيات للمحطة قبل أن يفقد العلماء قدرات المكوك على نقل المعدات الثقيلة، للأبد. لقد تمكن أتلانتيس من نقل أربعة أطنان مترية من الشحنات وقطع الغيار تغطي احتياجات المحطة ورواد الفضاء فيها لمدة عام.
وهذا ما عبّر عنه رائد الفضاء الأمريكي رون جاران خلال وداع طاقم المحطة لرواد أتلانتيس قبل إغلاق كوة المحطة للمرة الأخيرة " شكرا لأنكم تركتم المحطة جاهزة للعمل حتى بقية العقد". المحطة نفسها لا يزال أمامها عمر مديد، والخطط الحالية تدعو لتشغيلها حتى عام 2020 على أقل تقدير. والمكوك هو المركبة الفضائية الوحيدة القادرة على نقل هذه الأحمال الثقيلة الضخمة للمدار، رغم أن المركبات الروسية والأوروبية واليابانية يمكنها حمل شحنات أصغر للمحطة.
جهود دولية مشتركة
وكان مشروع المحطة الفضائية الدولية وليد انتهاء الحرب الباردة، عندما بدأ التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وزار الرواد الأمريكيون محطة مير الفضائية الروسية للمرة الأولى. ويعلق سكوت بيس من جامعة جورج واشنطن :"اليوم أصبحت المحطة الفضائية التراث المتبقي من برنامج المكوك".
كان اشتراك دول مختلفة في بناء المحطة على الأرض وتجميعها في الفضاء نصرا للهندسة والدبلوماسية في آن واحد. لهذا السبب أصبحت المحطة الفضائية الدولية رمزا لـ "علاقات ما بعد الحرب مع روسيا" بحسب بيس، إذ ساعدت في خلق تناسق بين برنامج الفضاء الروسي وجهود الولايات المتحدة ومنحت دورا لشركاء آخرين مثل أوروبا واليابان.
وكان أول من أقام بالمحطة رائد أمريكي وعالما فضاء روسيان، وكان ذلك في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2000. وخلال العقد اللاحق أقام ما يزيد على 200 شخص في المحطة لبعض الوقت، وساعدت 15 دولة في بنائها وأجريت أكثر من 600 تجربة. والآن بعد إحالة أسطول المركبات المكوكية للتقاعد سينصب الاهتمام كله على المحطة نفسها بعد اكتمالها. وتمت دراسة مسألة استمرار تشغيل المحطة قبل اتخاذ قرار إحالة أسطول المركبات للتقاعد.
عهد علوم الفضاء
دفعت مخاوف السلامة، بعد انفجار المكوك كولومبيا لدى عودته للأرض أوائل 2003 ، البعض للمطالبة بوقف البرنامج، غير أن الحاجة لإتمام المحطة والوفاء بالوعود أمام شركاء السباق الفضائي كانت وجيهة بما يكفي كي تدفع الولايات المتحدة على الإبقاء على البرنامج حتى الآن. وكما هو الحال مع كل القرارات السياسية، لعبت التكلفة دورا أساسيا في اتخاذ قرار إحالة المركبات المكوكية للتقاعد، ذلك أن تشغيل المحطة والمركبات المكوكية وتطوير جيل جديد من المركبات الفضائية كان سيرفع التكاليف بشكل كبير للغاية.
لقد صادق النواب الأمريكيون العام الماضي على مشروع دعم المحطة الفضائية الدولية حتى عام 2020 على الأقل، ما أسبغ كثيرا من الهدوء على شركائها الدوليين. وكانت الولايات المتحدة قررت في وقت سابق قطع تمويل المحطة تمهيدا لتفكيكها في 2015.
وقالت فاليري نيل، أمينة متحف الطيران والفضاء الوطني التابع لمركز سميثسونيان في واشنطن: "الآن وبعد الانتهاء من بناء المحطة الفضائية وتشغيلها، قد نكون بصدد الانتقال إلى الحقبة الثالثة من الرحلات الفضائية البشرية، وهو العهد الذي سيشهد بناء تواجد دائم في الفضاء وإجراء أبحاث أساسية بحق". وهو ما يؤكده سكوت بيس من جامعة جورج واشنطن: "بمجرد الانتهاء من بناء المحطة، نحتاج لبناء جيل جديد من المركبات أكثر أمنا".
(ع.ع. / د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو