المجلس الوطني السوري: أيام نظام الأسد باتت معدودة
١٨ يوليو ٢٠١٢دانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون اليوم الأربعاء (18 يوليو/ تموز 2012) التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة ثلاثة من كبار مسؤولي النظام السوري، ودعت مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية إلى القيام بـ"تحرك منسق". وقالت اشتون في بيان إن "الهجوم اليوم على مسؤولين سوريين كبار من الجيش والأجهزة الأمنية في دمشق يؤكد الحاجة الملحة إلى تحرك منسق من مجلس الأمن والمجموعة الدولية لتطبيق خطة كوفي عنان للسلام". وفيما دانت إيران وروسيا، حليفتا دمشق، التفجير الانتحاري، دعا وزيرا الدفاع الأميركي ليون بانيتا والبريطاني فيليب هاموند الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وقالا إن الوضع "يخرج عن السيطرة بشكل متسارع". وفي نفس السياق دعا المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان مجلس الأمن الدولي إلى "التوحد" والعمل بشكل "منسق" و"قوي" لوقف أعمال العنف في سوريا. وقال عنان في بيان إن "أعمال العنف التي حصلت اليوم تشير إلى الضرورة الملحة لتحرك حاسم في مجلس الأمن".
في سياق متصل قالت الرئاسة الروسية في بيان أن الرئيسان الأمريكي والروسي أجريا اتصالاً هاتفياً بخصوص الشأن السوري، وأضافت "في المحصلة أظهرت المحادثة توافقا في النظرة التحليلية للوضع في سوريا وهدف التوصل إلى حل. في الوقت نفسه فإن الخلافات مستمرة حول الطريقة العملية للتوصل إلى هكذا حل". وأضافت الوكالة نقلاً عن بيان الكرملين أن أوباما كان المبادر إلى الاتصال بنظيره الروسي وأنه قام بهذه المبادرة "في إطار المفاوضات الجارية في مجلس الأمن الدولي حول مشاريع القرارات" حول سوريا. وقرر المجلس تأجيل التصويت على مشروع قرار أعدته دول غربية ويدعو إلى فرض عقوبات على سوريا وذلك بناء على طلب تقدم به مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان إلى يوم غد الخميس.
أيام نظام الأسد باتت معدودة؟
وفي رد فعله على هجوم دمشق قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض اليوم إن مقتل وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس بشار الأسد سيعجل بنهاية الانتفاضة ضد الأسد. وأضاف أن هذه هي المرحلة الأخيرة وأن النظام سيسقط قريباً جداً. وتابع أن اليوم يمثل نقطة تحول في تاريخ سوريا وسيزيد الضغوط على النظام ويحقق نهاية سريعة جداً في غضون أسابيع أو شهور.
من جهتها أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن الانفجار الذي استهدف اليوم مبنى الأمن القومي في دمشق هو "اختراق أمني كبير" يجعل النظام في خطورة الذئب الجريح". وقالت الجماعة في بيان إن التفجير "هو النتيجة المباشرة لخيارات بشار الأسد وعصاباته القمعية". وأضاف أن هذا "يتطلب من كل العقلاء في الداخل والخارج المبادرة الاستباقية العاجلة لحماية شعبنا من المزيد من السياسات الحمقاء لبشار الأسد وعصاباته التي يمكن أن تقود الوطن إلى ما لا تحمد عقباه".
أما الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فوصف المسؤولين السوريين الثلاثة الذين قتلوا في الانفجار بأنهم "شهداء" و"رفاق سلاح" في المعركة مع إسرائيل. وقال نصر الله في خطاب نقل مباشرة على شاشات التلفزيون إن "إسرائيل اليوم فرحة أن هناك أعمدة في الجيش العربي السوري تم استهدافهم وقتلهم". ووصف وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية إدارة الأزمة السورية حسن توركماني، الذين قتلوا في الهجوم بـ"الشهداء" و"رفاق سلاح ورفاق درب".
رواية جديدة لحادث الانفجار
في هذه الأثناء برزت رواية جديدة حول انفجار مبنى الأمن القومي في وسط دمشق تنقض رواية الانتحاري، وتقول إن عملية التفجير الضخمة هي نتيجة تفجير عن بعد لحقيبة محشوة بالمتفجرات. وكان التلفزيون السوري أعلن النبأ في شريط إخباري عاجل يقول "تفجير إرهابي انتحاري يستهدف مبنى الأمن القومي في دمشق"، إلا أنه سحب كلمة "انتحاري" عندما أورد الخبر مرة أخرى بعد أقل من ساعة. وقال مصدر أمني سوري لفرانس برس إن "انتحارياً فجر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الآمن القومي". وواضح أن الانتحاري هو مرافق أحد المشاركين في الاجتماع. إلا أن مصدراً أمنيا آخر أفاد فرانس برس في وقت لاحق أن "أحد المرافقين أدخل حقيبة مليئة بالمتفجرات إلى قاعة الاجتماعات، ونجح المرافق في الخروج قبل التفجير الذي تم عن بعد".
ميدانياً قتل حوالي مئة شخص في أعمال عنف في سوريا اليوم بينهم 16 في عمليات قصف واشتباكات في دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأحصى المرصد في حصيلة لضحايا أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد 97 قتيلاً هم 46 مدنياً و43 عنصراً من قوات النظام وثمانية مقاتلين معارضين. وسجل المرصد مزيداً من التوتر في أنحاء العاصمة بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من أبرز المسؤولين الأمنيين في النظام السوري، وأعلن "الجيش السوري الحر" المعارض مسؤوليته عنه. وتركزت الاشتباكات العنيفة، التي تشهدها دمشق منذ أربعة أيام، حتى مساء الأربعاء في حي الميدان والحجر الأسود وجوبر وكفر سوسة وهي أحياء تشهد حركات احتجاج على النظام ويتمركز فيها نشطاء. وقال الناشطون إن المروحيات العسكرية تطلق نيران رشاشاتها على مشارف أحياء المزة وجوبر وكفرسوسة والتضامن.
وأعلن الجيش الحر الثلاثاء "بدء معركة تحرير دمشق" حيث دارت معارك عنيفة الثلاثاء مع استخدام الجيش المروحيات في العاصمة للمرة الأولى. ومن جانبه، أكد الجيش السوري في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة إثر تفجير مبنى الأمن القومي أن "رجال القوات المسلحة لن يزيدهم هذا العمل الإرهابي الجبان إلا إصراراً على تطهير الوطن من فلول العصابات الإرهابية المسلحة"، مضيفاً "إذا كان هناك من يظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع سوريا، فهو واهم".
ويذكر أنه يتعذر تأكيد المعلومات الميدانية من طرف جهات مستقلة في ظل منع النظام السوري لوسائل الإعلام الدولية تغطية الأحداث الجارية في البلاد.
(ح.ز/ د ب أ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم