القوات العراقية تضيق الخناق على "داعش" في الموصل القديمة
٢ يوليو ٢٠١٧بعد أكثر من ثمانية أشهر على انطلاق أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق لاستعادة الموصل، بات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي محاصرا داخل مساحة صغيرة في المدينة القديمة، بعدما كان يسيطر على أراض واسعة منذ عام 2014.
وقال العميد الركن في قوات مكافحة الإرهاب نبيل الفتلاوي لوكالة فرانس برس اليوم الأحد (2 يوليو 2017) إن "أعداد مقاتلي داعش، والتي نحصل عليها عن طريق المصدر أو معلومات التحالف، تتراوح ما بين أكثر أو أقل من 300 مقاتل معظمهم من جنسيات أوروبية، وعرب من جنسيات أخرى أو من أصول آسيوية".
وأضاف "لا نستطيع تحديد وقت انتهاء المعارك بسبب طبيعة الشوارع الضيقة في المدينة القديمة وأيضاً وجود محتجزين من المدنيين داخل المدينة القديمة. ولكن يمكنني القول خلال أيّام". وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت في بيان في وقت سابق أن "قوات مكافحة الإرهاب تحرر منطقة مكاوي في المدينة القديمة".
وبدأت القوات العراقية هجومها على الموصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر، فاستعادت الجانب الشرقي من المدينة في كانون الثاني/يناير، قبل أن تطلق بعد شهر هجومها على الجزء الغربي حيث الكثافة السكانية اكبر. وأعلنت تلك القوات في 18 حزيران/يونيو بدء اقتحام المدينة القديمة، وباتت الآن في المراحل الأخيرة من الهجوم.
واستعادت القوات العراقية السبت السيطرة على مجمع طبي شمال المدينة القديمة، بعد معارك طويلة، لتعزل تنظيم "داعش" حاليا عن محيطه خارج مربع المدينة القديمة. وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" إن "فرق الشرطة الاتحادية والرد السريع تحرر الجزء الشمالي لحي الشفاء وتسيطر على المستشفى التعليمي ابن سينا والاستشارية ومصرف الدم والطب الذري ومشروع الماء والتحليلات المرضية" في غرب الموصل.
واستعادت القوات العراقية الخميس السيطرة على جامع النوري الكبير، الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي 2014. وكان التنظيم الإرهابي أقدم في 21 حزيران/يونيو، أمام تقدم القوات العراقية على تفجير جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية. واعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي أن استعادة جامع النوري إعلان "بانتهاء دويلة الباطل الداعشية".
وفي اليوم التالي أكد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي لوكالة فرانس برس أنه "في الأيام القليلة القادمة سنعلن النصر النهائي على داعش". ورغم أن خسارة الموصل ستكون ضربة كبيرة للتنظيم، فإنها لن تمثل نهاية التهديد الذي يشكله، إذ يرجح أن يعود المتطرفون وبشكل متزايد إلى تنفيذ تفجيرات، على غرار الإستراتيجية التي كانت متبعة في السنوات الماضية.
م.أ.م/ أ.ح (أ ف ب)