القوات الروسية تحاول محاصرتها..باخموت جبهة معارك "معقّدة"
٢٨ فبراير ٢٠٢٣أكد الجيش الأوكراني الثلاثاء (28 فبراير/ شباط 2023) أن الوضع "متوتر جدًا" حول باخموت، جبهة القتال الساخنة في شرق أوكرانيا، حيث سجلت القوات الروسية تقدمًا في الأسابيع الأخيرة وتحاول الآن محاصرة هذه المدينة.
على الرغم من اختلاف الخبراء بشأن قيمتها الإستراتيجية، تكتسي باخموت أهمية كبيرة من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تفقد الجبهة في كانون الأول/ ديسمبر، أقسم بالدفاع عن هذه المدينة المحصنة "لأطول فترة ممكنة".
ونقل مركز الإعلام الرسمي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي قوله إن "الوضع في محيط باخموت متوتر جدًا. أرسل العدو الوحدات الأكثر جهوزية في (مجموعة) فاغنر التي تحاول خرق دفاعات قواتنا ومحاصرة المدينة".
قطع ثلاث طرق رئيسية
أعلن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين في الأسابيع الأخيرة السيطرة على عدد من البلدات المحيطة بباخموت، ولا سيما في شمالها. سقطت سوليدار في كانون الثاني/ يناير، ثم كراسنا غورا في شباط/ فبراير، ثم قرية ياغيدني التي تقع على أبواب المدينة السبت.
من خلال هذا التقدم البطيء، قطع الروس ثلاثة من الطرق الأربعة التي تسمح للأوكرانيين بإدخال الإمدادات إلى باخموت ولم يتبق متاحًا سوى الطريق المؤدي إلى الغرب، باتجاه تشاسيف يار الذي يحاول الروس التقدم نحوه من الجنوب.
ودمرت الحرب جزءًا كبيرا من مدينة باخموت التي كان عدد سكانها يبلغ 70 ألف نسمة، بسبب القتال الذي تسبب في خسائر فادحة في كلا الجانبين. وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو في منتصف شباط/ فبراير إن أقل من 5000 مدني، بينهم نحو 140 طفلاً، ما زالوا في المدينة على الرغم من الخطر.
"الوضع يزداد تعقيدا"
أقرّالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين بأنّ الوضع حول باخموت "يزداد تعقيداً" بالنسبة للجنود الأوكرانيين الذين يتحدثون عن مشاهد دمار تذكر بالحرب العالمية الأولى. وقال جنود أوكرانيون قابلتهم وكالة فرانس برس في باخموت الاثنين إن معنوياتهم جيدة. وقال جندي يبلغ من العمر 44 عاما واسمه الحركي "كاي"، "لا يمكننا معرفة وضع العمليات القتالي بأكمله لكننا هنا، ولم نهرب".
والثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن كييف حاولت "مهاجمة مواقع بنى تحتية مدنية في منطقة كراسنودار وجمهورية أديغيا بمسيَّرتين" قالت إنه تم تحييدهما. وتجري هذه الاشتباكات بعد أيام من دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني وفيما تخضع روسيا لسلسلة من العقوبات الغربية.
مقترح صيني للسلام
وتمكن الأوكرانيون من إلحاق انتكاسات ميدانية كبيرة بالقوات الروسية بفضل تلقيهم شحنات الأسلحة والدعم المالي من حلفائهم الأميركيين والأوروبيين. وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء خلال زيارة إلى فنلندا، إنّ "دول الناتو موافقة على أن تصبح أوكرانيا عضواً في التحالف، ولكن في الوقت ذاته هذا احتمال على المدى الطويل".
على الجبهة الدبلوماسية، عرضت الصين مقترحًا لإجراء محادثات سلام على أساس وثيقة من 12 نقطة تحث فيها الطرفين المتحاربين على الحوار، وتؤكد احترام وحدة الأراضي وتعارض استخدام الأسلحة النووية. واستقبل الغربيون بشكل عام المقترح الصيني بتشكيك، ولكن الرئيس زيلينسكي قال إنه مستعد "للعمل" مع بكين وأعلن عزمه على مقابلة الرئيس شي جينبينغ.
ع.ش/ م.س (أ ف ب، رويترز)