العلاقات الألمانية الأمريكية ـ ارتباط استراتيجي عقلاني
تعد علاقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل علاقة جيدة مبنية على مصالح مشتركة، غير أن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة على الدوام بل شهدت محطات من التوتر، ولاسيما عند اندلاع أزمة اليورو.
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت (23 أبريل 2016 ) في هانوفر شمال ألمانيا احتجاجا على مشروع اتفاق للتبادل الحر عبر الأطلسي، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للدفاع عن هذه المعاهدة. وتحدثت الشرطة عن 35 ألف متظاهر في حين أشار المنظمون إلى تسعين ألفا.
قبل هبوط طائرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطار هانوفر خضعت المنطقة برمتها لترتيبات أمنية مشددة، وحتى البساط الأحمر الذي مشى عليه أوباما خضع لتفتيشات الكلاب البوليسية.
قبل استقباله من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قصر هيرنهاوزن في هانوفر، استعرض الرئيس أوباما حرس الشرف للجيش الألماني، واستمع مع ميركل للنشيدين الوطنيين الألماني والأمريكي.
اختيار الرئيس باراك أوباما زيارة ألمانيا للمرة الخامسة منذ دخوله البيت الأبيض، يؤكد على المكانة التي يمنحها للمستشارة، الزعيمة الأوروبية التي يعرفها أكثر من سواها بعد ولايتيه الرئاسيتين. وهو هنا يحيي الجمهور من على شرفة في قصر هيرنهاوزن بهانوفر في شمال ألمانيا.
أشاد الرئيس أوباما بالدور الريادي الذي تقوم به المستشارة الألمانية ميركل ووجه لها شكرا في كلمته يوم الاثنين بهانوفر. وقال أوباما: "باسم الشعب الأمريكي أود أن أشكر السيدة ميركل على دعمها لتحالفاتنا على هذا النحو، وعلى التزامها تجاه تحقيق الحرية والمساواة وحقوق الإنسان". ووصف أوباما الدور الذي تقوم به ميركل "بالقيادة بيد هادئة" وأشار إلى أنه يمكن التعلم منها كيفية القيادة.
أكد أوباما كفاءة الاقتصاد الأمريكي في معرض هانوفر الصناعي الدولي، وبدا أوباما كشخص موهوب في البيع وقال مبتسما في مستهل جولته بالمعرض: "اشتري صنع في أمريكا". وكان ذلك بمثابة رد فعل على المستشارة ميركل التي دعت قبلها خلال افتتاح المعرض لتحسين فرص التجارة أمام الشركات الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت: "شراء (المنتج) الألماني شيء جميل أيضا".
خلال فعاليات معرض هانوفر الصناعي الدولي روج أوباما وميركل لدعمهما لاتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رغم الانتقادات التي يثيرها على ضفتي الأطلسي. وعبر أوباما عن أمله في إنهاء المفاوضات حول هذا الاتفاق المتعثر، المعروف باسم "الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار" قبل مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017.
لم يبخل الرئيس أوباما في الإشادة بالمستشارة ميركل التي وصفها بـ"حارسة أوروبا" مثنيا على موقفها "الشجاع" في أزمة المهاجرين. وقال "إنها تجسد الكثير من المواصفات القيادية التي تثير إعجابي بقدر خاص، وهي تسترشد بالمصالح والقيم في آن". ويبدو أن هناك تطابقا كبيرا في نهجي أوباما وميركل، وتحدثت صحيفة ألمانية عن "روحين توأمين".