العراق يعزز إجراءاته الأمنية استعدادا لزيارة البابا
٤ مارس ٢٠٢١نشر العراق آلافا إضافية من أفراد قوات الأمن لحماية البابا فرنسيس خلال زيارته التي تبدأ يوم الجمعة (الخامس من مارس/ آذذار 2021) وتستمر أربعة أيام وتأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامة البابا.
وقال مسؤول أمني بارز اطلع على الخطة الأمنية إن القوات المشاركة تلقت التدريب على التعامل مع أسوأ السيناريوهات من اشتباكات في الشوارع إلى تفجير قنابل وحتى هجمات بالصواريخ.
وكانت هذه التهديدات الافتراضية جزءا من تدريبات واسعة النطاق في إطار التحضير للزيارة التي تستمر من الخامس إلى الثامن من مارس/ آذار وهي الزيارة البابوية الأولى للعراق. وإلى جانب المخاوف المتعلقة بالعنف شهدت البلاد ارتفاعا في حالات الإصابة بكوفيد-19 مما زاد من تعقيد التحضيرات للزيارة.
إظهار التضامن مع المسيحيين
وقال البابا إنه يقوم بالزيارة لإظهار التضامن مع المسيحيين بالعراق البالغ عددهم نحو 300 ألف شخص أي نحو خُمس عددهم قبل الغزو الأمريكي للعراق في 2003 وما تلاه من عنف المقاتلين الإسلامويين. وكان البابا السابق يوحنا بولس الثاني على وشك زيارة العراق، لكن الزيارة ألغيت في عام 2000 بعد انهيار المحادثات مع الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين.
وعلى مدى الشهرين الماضيين زادت الهجمات على أهداف مدنية وعسكرية. وفي يناير/ كانون الثاني شهدت بغداد أول هجوم انتحاري كبير منذ ثلاث سنوات عندما فجر مهاجمان نفسيهما وسط سوق مزدحمة مما أسفر عن سقوط 32 قتيلا على الأقل.
الإصرار على الزيارة رغم الوضع الأمني
وصباح أمس الأربعاء سقطت عشرة صواريخ على قاعدة جوية تستضيف قوات أمريكية وعراقية وقوات تابعة للتحالف الدولي. وبعد بضع ساعات من هذا الهجوم أكد البابا أنه ذاهب للعراق. وسيزور البابا (84 عاما) أربع مدن منها الموصل التي كانت معقلا لتنظيم "داعش" والتي مازالت كنائسها ومبانيها تحمل آثار الصراع. وسيزور البابا كذلك مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم وسيجتمع مع آية الله العظمى علي السيستاني (90 عاما) المرجع الأعلى لشيعة العراق.
ووصف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مساء اليوم الخميس، زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق بأنها "حدث عظيم" في تاريخ العراق. وقال وزير الخارجية للصحفيين في المركز الصحفي بفندق بابل "نتطلع بشوق كبير لقدوم الحبر الأعظم بزيارته التاريخية لأرض العراق".
وأضاف أن "هذه الزيارة تاريخية بمعنى الكلمة وأن الشعب العراقي بجميع مكوناته الدينية والقومية يتطلع إليها بعد التصدي العراقي لتنظيم داعش". وقال حسين إن عددا هائلا من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام العالمية وصلوا إلى العراق متحدين جائحة كورونا لتغطية هذه الزيارة التاريخية.
ع.ش/ أح (رويترز، د ب أ)