"العراق بحاجة لحكومة إنقاذ غير طائفية لمواجهة داعش"
١٠ يونيو ٢٠١٤DW: هل يعني سقوط ثاني أكبر المدن العراقية في قبضة "الدولة الإسلامية للعراق والشام" المعروفة اختصارا بـ"داعش"، أن الخطر من الممكن أن يمتد سريعا لمدن عراقية أخرى؟
كاظم حبيب: التهديد الراهن يتمثل في مدينتي الموصل والفلوجة. الموصل بشكل خاص صارت تحت رحمة داعش في حين تراجع الجيش والشرطة والأمن العراقي هناك. ثمة تعبئة واسعة في العراق لمواجهة هذا الخطر. وإذا لم يتصدى الشعب العراقي كله لهذا الخطر القائم فمن الممكن أن تمتد الخطورة بالطبع لمناطق عراقية أخرى.
ما هو الشكل المثالي للتصدي لمخاطر داعش؟ هل ثمة بديل عن الحل العسكري؟
لا بديل عن الحل العسكري لأن داعش قوى مسلحة بالكامل كما أنها سيطرت على أسلحة الجيش العراقي الذي كان في الموصل لذا يجب التصدي لها عسكريا في المرحلة الراهنة. دعت الحكومة العراقية – رغم مسؤوليتها عن هذا الوضع- لحالة الطوارئ والتعبئة العامة ضد ما يحدث في الموصل.
هل فرص انتصار داعش أكبر أم فرص التصدي لها؟
أعتقد أن فرص نجاح التصدي لداعش أكبر شريطة أن تتغير سياسة الحكومة العراقية حتى لا تعود داعش للعراق مرة أخرى. ثمة حاجة للتغيير باتجاه حكومة إنقاذ وطني بعيدة تماما عن الطائفية التي تؤدي إلى شق وحدة الشعب العراقي. على العراق الأخذ بمبدأ "الدين لله والوطن للجميع" إن لم يحدث هذا فسينتقل الخطر من الموصل لمدينة ثانية وثالثة.
أعلن المالكي عن تعبئة الشعب لمحاربة داعش فما هي فعالية هذه الخطوة وهل من الممكن أن تؤدي لحرب أهلية؟
الإعلان يعني إعطاء سلاح للعناصر المستعدة للتطوع ودخول المعركة. لا أعتقد أن الأمر قد يؤدي لحرب أهلية رغم أن هذه الفكرة ليست أفضل الطرق للحل لأن هناك إمكانيات عديدة جدا لتعبئة الجيش نفسه فهناك أكثر من مليون عسكري عراقي وبالتالي الدفع بالقوات العسكرية الموجودة في مناطق أخرى بالعراق والاستفادة من كافة القوات ذات التسليح الجيد والدفع بها للموصل هو الحل الأمثل لمواجهة الإرهاب. هناك قوات كثيرة في مناطق مختلفة من العراق يمكن الاستفادة منها لاسيما قوات البيشمركة الكردية الموجودة بجوار الموصل والتي تتمتع بتسليح جيد ولديها الخبرة اللازمة لمواجهة داعش. بشكل عام مواجهة الإرهاب تحتاج لتغيير الحكومة إلى حكومة إنقاذ وطني والتحول لهوية المواطنة بدلا الطائفية.
أجرى المقابلة: ابتسام فوزي
الدكتور كاظم حبيب هو باحث سياسي عراقي وناشط في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني، مقيم في العاصمة الألمانية برلين.