العاهل السعودي يزور سوريا بعد سنوات من الجفاء بين دمشق والرياض
٧ أكتوبر ٢٠٠٩وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى العاصمة السورية دمشق مساء اليوم الأربعاء ( 7أكتوبر/ تشرين الأول) في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت مصادر مواكبة للزيارة، إن العاهل السعودي يصطحب معه وفدا اقتصاديا رفيع المستوى، مما يدل على أن الزيارة لن تتناول فقط العلاقات السياسية بين البلدين. وقالت مصادر سعودية مطلعة في وقت سابق أن الجانبين، السعودي والسوري ، سيبحثان خلال اللقاء "القضايا العربية والإقليمية والقضايا الرئيسية وفي مقدمتها الوضع في لبنان وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين".
"مواقف الرياض ودمشق كانت دوما متعارضة"
وكتبت صحيفة الوطن السورية (المقربة من الحكومة) في عددها الصادر اليوم أن هذه الزيارة تجري وسط ارتياح إقليمي ودولي, شجع خلال الأسابيع الماضية على هذا التقارب, حيث أبدت باريس ارتياحها لتحسن العلاقات بين البلدين بما في ذلك من تأثير على الوضع الإقليمي، كما رحب لبنان ودول خليجية وعربية أخرى بالزيارة".
وكانت العلاقات بين الرياض ودمشق تدهورت بعد غزو القوات الأميركية العراق في 2003، آذ انتقدت دمشق وقوف الرياض إلى جانب الولايات المتحدة. كما ساهم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، القريب من السعودية في زيادة حدة التوتر بين البلدين، والذي رأى البعض أن لسوريا يدا فيه، الأمر الذي نفته دمشق قطعيا.
ويقول بعض المحللين بان هذه الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي لأول مرة منذ توليه العرش في عام 2005، ترمي إلى وضع حد للخلافات بين البلدين، وخاصة في ما يتعلق بالملفين الفلسطيني واللبناني، بالإضافة إلى العلاقات الإستراتيجية التي تربط سوريا بإيران.
ويقول هادي عمر المحلل في مركز بروكينغز الدوحة الذي يتخذ من قطر مقرا له، بأن دمشق والرياض "كانت لديهما دوما مواقف متعارضة خلال السنوات الماضية"، مشيرا إلى أن التقارب بين البلدين يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين دمشق وواشنطن انتعاشا ملحوظا.وكان من بوادر تحسن العلاقات بين البلدين، تعيين المملكة سفيرا في دمشق في تموز/يوليو الماضي بعد أن بقي هذا المنصب شاغرا لنحو عام.
وتعتقد الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بان دمشق يمكنها المساهمة بالبحث عن حلول للملفات الساخنة في المنطقة كالعراق ولبنان والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ويضيف هادي عمر بان الرئيس الأميركي باراك اوباما، "يريد أن يعطي لسوريا دورا في المنطقة".
"لبنان معني بالمصالحة"
وفي لبنان يسود الترقب لنتائج هذه الزيارة، علها تساهم في تشكيل الحكومة المرتقبة، إذ عنونت صحيفة السفير المقربة من دمشق "كتاب مفتوح إلى الرئيس المكلف سعد الحريري: فلتكن زيارة الملك عبد الله إلى دمشق فرصة لإعلان حكومة الشراكة".
ففي هذا البلد الذي لم تشكل فيه حكومة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في حزيران/يونيو والتي فاز فيها معسكر 14 آذار/مارس الذي يتزعمه سعد الحريري المدعوم من الرياض أمام معسكر 8 آذار/مارس الذي يقوده حزب الله المدعوم من دمشق، يراهن العديد من المحللين على التقارب السوري-السعودي لوضع حد للخلافات القائمة بشأن تشكيل حكومة لبنانية .
من جهتها، كتبت صحيفة النهار اللبنانية المقربة من 14 آذار/مارس أن "لبنان معني أكثر من أي وقت بالمصالحة السعودية-السورية، على الأقل بالنظر إلى الانعكاسات السلبية التي حصدها نتيجة الخلاف بين دمشق والرياض ولم يكن آخرها تعثر تشكيل الحكومة في لبنان".
(ي ب / أ ف ب ، د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي