الطوارئ وحالات الاعتقال توسع من دائرة الخوف في البحرين
١١ أبريل ٢٠١١وقفت الدكتورة نهاد الشيراوي في منتصف شباط/فبراير الماضي في غرفة العناية الفائقة في مستشفى السلمانية في المنامة أمام سرير مريض فقد وعيه. وشرحت الطبيبة حينها الوضع الصحي للمصاب، قائلة إنه أصيب برصاصة في رأسه، وإنه عندما وصل إلى المستشفى كان دمه ينزف بشدة من فمه وأنفه وأذنيه.
أطباء وممرضون في السجن
اليوم تقبع الطبيبة المذكورة في السجن مثل العديد من زملائها العاملين في مستشفى السليمانية. إذ تتهم الحكومة الأطباء والممرضين بأنهم عالجوا المتظاهرين فقط دون أن يهتمّوا بأفراد الشرطة الجرحى. ووضع الجيش يده على مستشفى السلمانية، ويشاهد المرء مسلحين مقنعين في ردهاته.
وصرّحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المتظاهرين المحتجين الذين أصيبوا بجروح في الأسابيع الماضية لم يجرأوا على الذهاب إلى المستشفى أو العيادات الطبية لكي لا يتعرضون للاعتقال بعد أن انتشر خبر قيام القوى الأمنية باعتقال العديد منهم.
ومنذ نحو شهر يسود في البحرين قانون الطوارئ. وأحد مئات المعتقلين هو منصور الجمري رئيس تحرير صحيفة "الوسط" التي كانت تعتبر الصحيفة الوحيدة المستقلة في البلاد إلى ان دجنتها الحكومة الآن. والجمري شخص معتدل تكهّن مسبقا بتطور الأمور في بلده حيث قال في حديث أجري معه في فبراير الفائت إنه "في حال شعر أصحاب السلطة أن النظام سيسقط سيرسلون الجيش للتدخل على طريقة ما حدث في بورما، وعندها يمكن أن نغير اسم بلدنا إلى ميانمار".
لا فرق بين سني وشيعي
وفي المنامة يهيمن الخوف بالفعل، فشوارع العاصمة هادئة وحركات الاحتجاج انحسرت إلى أماكن صغيرة محاصرة. وفي كل ليلة تجري عمليات دهم واعتقالات عشوائية. إذ خطف مقنعون في نهاية الأسبوع الماضي الناشط في حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجه من منزله ليلا بعد أن تعرض للضرب على أيديهم كما صرّحت ابنته زينب التي قالت إن أبيها يطالب بالديمقراطية، ويتهم النظام بقتل أناس وتعذيبهم ويطالب بمحاكمة المسؤولين عن ذلك. وأضافت: "إن المطالبة بالديمقراطية في بلد تسود فيه الدكتاتورية جريمة".
وتجهد حكومة البحرين لتصوير النزاع فيها وكأنه نزاع موجّه من إيران لتقسيم البلد، وأن الشيعة فيه يشكلون طابورا خامسا لطهران. وإبراهيم الشريف هو من الأوائل الذين اعتقلتهم الحكومة بعد إرسال الدبابات إلى ساحة اللؤلؤ أواسط الشهر الماضي. وشريف سنّي ويعتبر أحد أهم سياسيّي المعارضة في البحرين. وقبل أيام من اعتقاله أوضح بأن النزاع القائم ليس نزاعا مذهبيا. وأضاف أنه يمثل كل من يريد حقوقا متساوية وديمقراطية. ولفت إلى أن هذه المطالب قيم عالمية لا شيعية.
وتنظيم الوعد الذي مُنع مؤخرا ويقوده شريف هو يساري الاتجاه، ومنفتح، وغالبية أعضائه من السنّة. وواضح أن ضرب الحركة الديمقراطية في البحرين شامل حاليا، وهذه الحالة مستمرة يوميا، وتظلّلها بعد أربعة أسابيع من إعلان حالة الطوارئ الأحداث الجارية في ليبيا أو في مصر.
وفي آخر التطورات اعلن مصدر بحريني مسؤول الاثنين انه تم الإفراج عن 86 شخصا من موقوفي الاحتجاجات الأخيرة في البحرين وفق ما نقلت وكالة انباء البحرين الرسمية.
كارستن كونتوب/اسكندر الديك
مراجعة: يوسف بوفيجلين