الشابة موتشا ـ حساسية حيال مشاعرها واتجاه موسيقى موزارت
٩ نوفمبر ٢٠١١رقيقة للغاية بدت موتشا إردمان، عندما دخلت الكافيتريا الموجودة في أوبرا ميتروبوليتان في نيويورك، مرتدية الجينز وقميص "تي شيرت"، لتجلس على إحدى الطاولات الخالية. هذه الصورة تغاير تماما تلك التي نعرفها عن المغنين في الأوبرا. سيدة جميلة تشعر بنفسها داخل أهم بيوت الأوبرا في العالم، كما لو أنها في منزلها، وتتصرف بكل عفوية. ولكن لا غرابة في ذلك، لأن موتشا إردمان غير غريبة عن عالم الموسيقى والغناء والتمثيل، منذ طفولتها، وتقول موتشا: "أعتقد بأني أتصرف على خشبة المسرح بكل عفوية".
بدأت موتشا بالغناء كتلميذة صغيرة في جوقة الأطفال في الأوبرا الوطنية في هامبورغ، "وهذا العمل في الأوبرا في سن مبكرة أمر هام جدا". أكثر ما سحرها في طفولتها كانت موسيقى موزارت، كما تقول: "لقد سحرتني موسيقى موزارت منذ طفولتي. أحب تلك الموسيقى وأنا سعيدة لأني أمتلك صوتا مناسبا لكي أغني موسيقى موزارت".
من خادمة إلى فلاحة
قدمت موتشا إردمان أعمالا كثيرة لموزارت في مدن عدة، وأثبتت بأنها قادرة ليس فقط على الغناء وإنما على الظهور كممثلة. تنوع كبير في الأدوار؛ من فتاة شابة رقيقة إلى سيدة مقاتلة بضراوة إلى خادمة معذبة. والآن تستعد موتشا للظهور في الميتروبوليتان للغناء بدور "زرلينا" في العمل الأوبرالي "دون جيوفاني". وزرلينا هي مزارعة شابة، ولكنها "تمتلك حساسية كبيرة تجاه مشاعرها"، كما تقول موتشا. زرلينا تحب صديق طفولتها وشبابها ماسيتو، ولكن يظهر دون جيوفاني فجأة أمام عينيها، محاولا أن يستدرجها ويفتنها. بداية عام 2011 أنتجت أول ألبومي فردي لها تحت عنوان "موستلي موزارت" كتكريم لموزارت الذي تحبه كثيرا.
أحيانا لابد من الرفض
عندما كانت طالبة تدرس في جامعتي كولونيا وبرلين اتخذت دار الأوبرا في برلين قرارا هاما بالتوقيع مع المغنية الشابة، لتؤدي بعض المقاطع في أدوار ثانوية، كما تؤكد موتشا. أما بالنسبة للمغنين المحترفين فالأمر مختلف تماما، والتحديات كبيرة، فيجب اختيار الدور الصحيح في الوقت المناسب، "وهذا يعني بأن يتجرأ المرء أحيانا لقول "لا"، وحتى ولو كان لدي الشعور بأن هذا الدور يناسبني، ولكن ليس في هذا الوقت".
في عام 2006 اشتركت موتشا إردمان في مهرجان سالزبورغ وذلك بتقديمها "تسايده" لموزارت. في العام الذي يليه كانت حاضرة في نفس المهرجان، لتحظى باحتفاء كبير من قبل الجمهور والصحافة التي أطلقت عليها لقب "مفاجأة المهرجان". أداؤها وصوتها سحرا النقاد. هذه النجاحات دفعت القائمين على الميتروبوليتان إلى الاهتمام بنشاط الفنانة الشابة ودعوتها إلى الغناء. ومنذ أيلول/ سبتمبر 2011 وهي تظهر بانتظام على الخشبة في نيويورك.
في حياتها المهنية كل شيء واضح. موتشا تعرف تماما أين ومتى ستغني في عامي 2014 و 2015. "أنا أسافر كثيرا جدا"، وأنا سعيدة بأني ألتقي بكثير من الناس المميزين والمثيرين للاهتمام"، كما تقول موتشا. ولكنها تبدي حزنها لأنه "من الصعب أن تحافظ على الصداقات في ظل هذه الظروف، أو أن تلتقي بعائلتها. إنها الخسارة الأكبر".
أنه ألميلنغ/ فلاح الياس
مراجعة: عبده جميل المخلافي