السودان..استجابة واسعة لدعوة "العصيان" المدني المفتوح
٩ يونيو ٢٠١٩أطلقت الشرطة السودانية الرصاص في الهواء الأحد (التاسع من حزيران/يونيو 2019)، لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرقات في إطار حملة عصيان مدني دعا إليها قادة الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم رداً على العملية الأمنية التي أودت بالعشرات في ساحة الاعتصام بالخرطوم.
وبدأت حملة العصيان بعد نحو أسبوع من الهجوم على المتظاهرين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش، والذي أعقب انهيار المحادثات بين قادة الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري.
واستجابة لدعوة العصيان المدني، بدأ المتظاهرون إقامة حواجز في طرقات الخرطوم بينما أغلقت الأسواق والمتاجر أبوابها في مدن وبلدات عدة.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن شهود عيان بأن شوارع العاصمة السودانية الخرطوم خالية إلى حد بعيد اليوم الأحد مع بدء حملة العصيان المدني. كما ذكرت إفادات أخرى أن "هناك حواجز على جميع الطرق الداخلية تقريباً ويحاول المحتجون إقناع السكان بالامتناع عن الذهاب إلى العمل". لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعاً فأطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبل إزالة الحواجز المرتجلة.
وفي مدينة أم درمان المجاورة على الضفة المقابلة من نهر النيل، بقيت الكثير من المتاجر والأسواق مغلقة لكن السكان شوهدوا في بعض المتاجر يشترون منتجات أساسية. وقال أحد الشهود "رأينا الجنود يزيلون الحواجز من بعض الشوارع في أم درمان".
وفي مدينة الأبيض (وسط)، أغلق السوق الرئيسي وتغيّب عدد من موظفي المصارف عن العمل، بحسب السكان. وأما في مدني (جنوب شرق العاصمة)، شوهد السكان يصطفون خارج الأفران المغلقة بينما أغلق السوق الرئيسي كذلك.
وقال أحد المدنيين لفرانس برس عبر الهاتف "توجهت إلى ثلاثة مخابز ولم أتمكن من شراء الخبز"، مضيفًا أن المتظاهرين نصبوا حواجز في عدة شوارع ما جعل من الصعب على المركبات المرور.
هذا وأكد تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان أول جهة أطلقت الاحتجاجات ضد حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثة عقود في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن حملة العصيان المدني ستتواصل إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
وعلى الصعيد الخارجي، دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى السلام في السودان، قائلاً في عظته الأسبوعية أمام الحشود في ساحة القديس بطرس "تثير الأنباء الواردة من السودان الألم والمخاوف. نصلي من أجل هؤلاء الناس حتى ينحسر العنف ويتم السعي للصالح العام عبر الحوار".
و.ب/خ.س (رويترز، أ ف ب)