الدير القبطي في برنك هاوزن: جسر للحوار الديني بين المذاهب المسيحية
٣٠ نوفمبر ٢٠٠٦تتميز مدينة هوكستر وضواحيها بطابعها المسيحي الخاص، إذ تضم مجموعة من الأديرة يتبع كل منها أحد المذاهب المسيحية المختلفة. ولعل التقارب الجغرافي بين أديرة هوكستر هو ما ساعد على تعزيز التعاون والحوار الديني بين معتنقي المذاهب المسيحية في هذه المدينة الواقعة غرب ألمانيا. وعلى بعد بضعة كيلومترات قليلة من هوكستر تقع ضاحية برنك هاوزن، التي تحتضن دير قديم يعود تاريخه بنائه إلى العصور الوسطي.
في العقود الماضية عاني الجناح الغربي لدير برنك هاوزن من الإهمال الشديد بعد أن تم تركه مهجوراً لفترة طويلة، الأمر الذي دفع حكومة ولاية شمال الرين- وستفاليا إلى البحث عن مالك جديد للدير، شريطة بقائه محتفظاً بدوره الديني كمكان للعبادة وإقامة الشعائر الدينية المسيحية. علاوة على ذلك اشترطت الحكومة على المالك الجديد تحمل تكاليف أعمال الترميم والصيانة مع مراعاة احتفاظ البناء بطابعه المعماري المميز لأديرة العصور الوسطى.
ترميم الدير بأيدي مصرية
في عام 1993 استطاع الأب دميان الأنبا بشوي أن ينقل ملكية الدير إلي حوزة الطائفة القبطية في ألمانيا بعد أن قام بشرائه بمارك ألماني واحد كسعر رمزي. وشارك في عمليات الترميم مجموعة من العمال من صعيد مصر، حيث قاموا بترميم جدران الدير المتهالكة بطبقة من الطين المخلوط بالقش وشعر الغنم، كما تم إعادة القبة إلى شكلها القديم بعد ترميمها بنفس الاسلوب المعماري الباروكي. واستطاع العمال إعادة بناء الواجهة الجميلة للدير بعد ان قاموا بإعادة صنع وتركيب 150 نافذة جديدة بمساعدة احد النجارين المتقاعدين في برنك هاوزن.
مركز للقاء أقباط ألمانيا
وبعد انتهاء أعمال الترميم أصبح الدير مركزاً هاماً لتجمع الأقباط في ألمانيا. ولا يهدف الدير إلى تقديم الرعاية الروحية والدينية للعائلات القبطية القليلة المقيمة في برنك هاوزن فحسب، بل يتيح الفرصة لكثير من الألمان للتعرف عن كثب على القداس القبطي بترانيمه المميزة أيضاً. ويعد الدير بمثابة كركز للقاء أكثر من 6000 قبطياً يعيشون في ألمانيا. وعن الدور الاجتماعي والثقافي للدير يقول الأب دميان : "إن دير برنك هاوزن مركز للتعاون ما بين المذاهب ونقطة للقاء للأقباط القاطنين داخل ألمانيا وخارجها، كما يساهم الدير بدور خاص من خلال المعارض المقامة به والمؤتمرات في تعزيز الحوار الديني بين الكنائس الألمانية والكنيسة القبطية، مما يتيح لكل طرف فرصة التعرف على الآخر".
علاوة على ذلك يقوم الدير بدور غير تقليدي من خلال دعمه لتخصص الدراسات القبطية في جامعتي جوتنجن ومونستر. في هذا الإطار يعمل الدير "على تنظيم مؤتمرات ومحاضرات تتناول المذهب القبطي ونشأته في مصر. ويزور الدير عدد كبير من الطلبة للمشاركة في التسابيح والصلوات باللغة القبطية،" كما يقول الأب دميان.