الجسم البشري يستطيع كبح جماح نفسه ضد الإدمان
٨ يوليو ٢٠١٠أكد علماء أمريكيون أن جسم الإنسان قادر على كبح جماح شهوته تجاه المخدرات بنفسه وذلك من خلال وظائف أحد جيناته بالمخ. وأشار الباحثون، تحت إشراف البروفيسور جوثان هولاندر من معهد سكريبس للأبحاث بمدينة جوبتر في ولاية فلوريدا الأمريكية، إلى أن نتائج دراستهم التي نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية يمكن أن تفتح طريقا جديدا تماما أمام العقاقير المضادة للإدمان.
وقام الباحثون في بداية تجاربهم بجعل عدد من الفئران تدمن على الكوكايين، ثم أتاحوا لها فرصة الحصول على جرعة كوكايين بالحقن كلما دفعتها الرغبة لهذا الأمر وذلك من خلال الضغط على مفتاح بعينه. وأظهرت الدراسات أن نسبة جين "مايكرو ام أي ار 212" الذي يؤثر على نشاط الجينات في أنحاء الجسم، ازدادت بوضوح في جسم الفئران بعد تعاطي الكوكايين لفترة طويلة. ويحدث هذا التأثير من خلال التصاق أجزاء من هذا الجين بالجزيئات الخاصة بالاتصال في الجينات المختلفة بالجسم وهي الجزيئات التي تنقل المعلومات الخاصة بالجينات إلى البروتينات. وعندما تلتصق أجزاء من جين "ار ان ايه" بجينات الجسم، يتراجع عدد جزيئاتها الناقلة مما يؤدي إلى تراجع نقل المعلومات إلى البروتينات.
الجين الوراثي يمكن أن يعمل كمثبط
وأظهر العلماء الآن أن استهلاك الفئران للكوكايين كان يرتفع عندما يتم وقف إنتاج الجسم لبروتين "ام أي ار212". وكلما حفز الباحثون الجسم على إنتاج هذا الجين، تستهلك الفئران كمية أقل من الكوكايين، فاستنتج الباحثون أن هذا الجين الوراثي يعمل مثبطا وكابحا لاستهلاك الكوكايين. وأظهرت تجارب أخرى أن جين "ام أي ار212" يزيد من نشاط بروتين "سي ار إي بي" عبر سلسلة من البروتينات الأخرى وأن هذا البروتين يحد بدوره من الشعور بالمكافأة عقب تعاطي الكوكايين.
وكلما نشط بروتين "سي ار إي بي"، تراجع الشعور الإيجابي عقب تعاطي الكوكايين وتراجعت كذلك الرغبة الملحة في تعاطي المزيد منه. ويؤكد العلماء أن الجين ام أي ار212 يحمي الجسم من الاستسلام للرغبة في تعاطي المخدر وأن العناصر التي تحدد مدى نشاط جين ار ان ايه يمكن أن تلعب دورا جوهريا في تحديد ما إذا كان الشخص المعني يمكن أن يدمن الكوكايين بسهولة.
وما حدث أثناء التجارب على الفئران تكرر بشكل مماثل أثناء التجارب على الأشخاص، إذ ازداد تعاطي الكوكايين الذي كان يتم حسب الطلب. غير أن الرغبة الملحة في تعاطي المخدر لم تظل تحت سيطرة الباحثين فيما يتعلق بـ 15في المائة من الحالات المشاركة في التجارب، حيث استمر أصحاب هذه الحالات في طلب المزيد من "المادة المخدرة" وتطور لديهم السلوك الإدماني المعروف.
(ه ع ا/د ب ا)
مراجعة: هشام العدم