"الثورات العربية ستفتح فرصاً اقتصادية جديدة"
١٣ مايو ٢٠١١من المتوقع ازدياد حجم التعاون الاقتصادي بين ألمانيا والدول العربية، والتي تنبأ بنك النقد الدولي بازدياد معدلات نمو اقتصادياتها بمتوسط خمسة في المائة، وخاصة بعد تزايد نمو الاقتصاد الألماني بعد التغلب على الأزمة المالية العالمية وتوقعات الحكومة الألمانية أن يشهد اقتصادها نموا كبيرا أيضا في العام الحالي 2011.
وتنتهي يوم الجمعة (13 مايو/أيار) الحالي فعاليات الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الرابع عشر الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في العاصمة الألمانية برلين خلال الفترة من الحادي عشر إلى الثالث عشر من مايو الجاري، والذي يعتبر منبراً مهما للتعاون والشراكة العربية الألمانية خاصة في ظل الأوضاع الثورية الراهنة في عدد من الدول العربية، وذلك بالتعاون مع اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلدان العربية وبرعاية وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الألماني وبمشاركة عربية وألمانية واسعة بالإضافة إلى مشاركات أوروبية.
"الثورات العربية ستعزز من الاستثمارات طويلة الأمد"
عام 2010كانت نتائجه إيجابية على العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية، وشهد نموا في التبادل التجاري مع ألمانيا بمعدلات مرتفعة وصلت في نهايته إلى حوالي تسعة وثلاثين مليار يورو، كما يقول عبد العزيز المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة الألمانية العربية، في حوار مع دويتشه فيله. ولكن كيف يبدو التعاون الاقتصادي العربي الألماني في ظل الثورات التي تشهدها عدة بلدان عربية عام 2011؟ يجيب عبد العزيز المخلافي قائلاً: "خلال الثلاثة الأشهر أو الأربعة أشهر من هذا العام لا تزال المؤشرات مبكرة، ولكن كما نعرف أنه توجد تأثيرات مباشرة مع بعض الدول مثل ليبيا التي توقفت معها التجارة تقريبا سواء من حيث التصدير أو الاستيراد. أما فيما يتعلق بالسلع الاستهلاكية فهي مستمرة وليس هناك تأثيرات مباشرة".
لكن التفاؤل يزداد لدى الجانبين العربي والألماني بفرص الاستثمار والتعاون وتطوير الشراكات الاستراتيجية والتي تعطي الشركات الألمانية ميزة تنافسية دائمة في العالم العربي، رغم أن بعض الشركات الألمانية التي تأمل في استثمارات طويلة الأمد في الدول العربية يحدوها بعض الريبة من الوضع الراهن ما يبرز أهمية الدور الذي يلعبه الملتقى الاقتصادي العربي الألماني في برلين كما يقول عبد العزيز المخلافي:"هناك إعادة تفكير لدى بعض الشركات الألمانية في مسألة الاستثمارات طويلة الأمد. ومن هنا يبرز دورنا في غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية: بأننا من خلال الملتقيات التي ننظمها يمكننا التنويه إلى أن التغييرات التي تحدث في بعض الدول العربية هي أصلاً ليست موجهة ضد الاقتصاد بل تطمح إلى تطوير الاقتصاد والمشاركة".
"التغيير العربي يلبي طموحات الشباب في فرص متكافئة"
ويغطي الملتقى جميع القطاعات ذات الاهتمام في السنوات المقبلة في العلاقات الاقتصادية الألمانية العربية، بما في ذلك البنية التحتية والبناء والخدمات المالية وإدارة المياه والخدمات اللوجستية والنقل والخصخصة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا البيئية. ويضيف عبد العزيز المخلافي أن:"المجتمعات العربية هي مجتمعات شابة"، وعليه فإن هذه المجتمعات موضع اهتمام في مواضيع التنمية المستدامة المستقبلية، وخاصة في مجالات التعليم والصحة والطاقة، وهي أمور تتطور من خلالها العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية ويستطرد قائلاً إن: "الملتقيات الاقتصادية الدورية الذي تنظمها الغرفة تركز على هذه الفرص".
ويتابع: "المنطقة العربية تضم ثلاثمائة وأربعين مليون من البشر معظمهم دون سن الخامسة والعشرين عاما. وهؤلاء يشكلون فـُرَصاً ولكن في نفس الوقت يشكلون تحديات. والتغيرات الحاصلة في بعض هذه الدول طبعا تلبي طموحات هؤلاء الشباب في فرص متساوية ومستقبل أفضل وتنمية اقتصادية وهذا سيكون له انعكاس إيجابي على التبادل التجاري، بل وأيضا على نمو اقتصاديات الدول العربية لأن الأمكانيات فيها لم تستغل بعد بشكل كامل".
"مشاركة مكثفة تؤكد آفاق المستقبل"
ورغم الوضع الراهن في البلدان العربية ينظر عبد العزيز المخلافي بتفاؤل لمستقبل التبادل العربي الألماني "خاصة في ظل الحضور الكثيف الذي شهده الملتقى العربي الألماني من تسعة وعشرين دولة. منها أكثر من خمس عشرة دولة عربية، أي معظم الدول العربية، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية وبمشاركة واسعة من المؤسسات والشركات الألمانية، يمثلها حوالي ستمائة مشارك من رجال الأعمال العرب والألمان والأوروبيين".
ويؤكد مدير غرفة الصناعة والتجارة العربية الألمانية أن المشاركة المكثفة في الملتقى "تشير إلى مدى الاهتمام"، رغم الظروف التي تمر بها المنطقة العربية وهذا بدوره يشير إلى "أن التعاون العربي الألماني له فرص أفضل وآفاق مستقبلية أكبر". ويتوقع عبد العزيز المخلافي أن هذا النمو سيتواصل "خاصة وأن البلدان العربية بحاجة إلى تكنولوجيا متقدمة وألمانيا تقدم الكثير من الحلول والإمكانيات وبالذات في مجال التعليم والتدريب المهني، لأن المجتمعات العربية هي مجتمعات شابة".
علي المخلافي
مراجعة:هبة الله إسماعيل