التدهور الأمني يحد من نشاطات الشركات الألمانية في العراق
٣٠ مارس ٢٠٠٧يعيش في العراق نحو مائة مواطن ألماني رغم توجيهات وزارة الخارجية الألمانية الواضحة التي تحث المواطنين الألمان على عدم التوجه إلى العراق وتدعوهم إلى مغادرته في ظل استمرار التدهور الأمني هناك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، جينس بلوتنر، إن هذا العدد يشمل الموظفين الرسميين، والأشخاص الذين يذهبون إلى العراق في رحلات قصيرة. إضافةً إلى الألمان المتزوجين من عراقيين ومعظمهم من النساء الألمانيات.
الشركات الألمانية تعتمد على وكلاء محليين
ونتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تسود العراق تلجأ معظم الشركات الألمانية العاملة هناك إلى الاعتماد على وكلاء محليين لها بدلاً من إرسال مواطنين ألمان إلى هذا البلد. وفي هذا الإطار يقول جيلان كولوزي، مدير شركة "ميدان" الألمانية-العراقية للأعمال، أن الألمان لا يقومون سوى بزيارات قصيرة إلى العراق. وأشار كولوزي في حديث أدلى به للقناة الألمانية الثانية أن بعض السلطات العراقية تطلب أحيانا من الألمان القدوم إلى العراق من أجل توقيع عقود، وهذا ما يدعو رجال الأعمال الألمان إلى الذهاب إلى العراق من فترة إلى أخرى.
ومن جانبه يُشير أليكس براينغان، مستشار شركة "بريتوريا كونسلتينغ" للأمن الخاص، أن زائري العراق نادراً ما يكونون على علم بالخطر والوضع المربك خارج العاصمة العراقية بغداد. ويقول براينغان في هذا الصدد: "الناس يتفاجأون عندما نواجههم بالأعداد الحقيقية لعدد الهجمات وإطلاق النار وعدد الأشخاص الذين يقتلون في المناطق الأخرى".
إيقاف عمل المنظمات الألمانية في العراق
أما على صعيد عمل المنظمات التنموية في العراق فيقول متحدث باسم منظمة "بون بيسدد هليب" الألمانية، إن منظمته أوقفت استخدام العاملين الدوليين منذ شهر أيلول/سبتمبر 2004. واعتمدت المنظمة التي تعمل في قطاع تزويد المياه والبحث عن القنابل غير المنفجرة حتى فترة قريبة على العاملين المحليين فقط، غير أنها في النهاية أوقفت أعمالها تماما.
الجدير بالذكر أن العاملين في المنظمات الإنسانية التي حضرت إلى العراق من أجل المساعدة يتعرضون إلى أخطار مميتة. فمنذ عام 2003 لقي على الأقل نحو 84 شخص يعملون في هذه المنظمات حتفهم في العراق حسب بيانات أصدرتها لجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية في العراق "NCCI".