البندقية تلبس قناع الغموض في ساحة القديس ماركو
تتحول مدينة البندقية إلى عالم خرافي خلال شهر شباط/ فبراير من كل عام. حيث يلبس الناس أزياء وأقنعة غريبة وخيالية حين ينطلق كرنفال البندقية الشهير. مركز المهرجان في ساحة القديس ماركو حيث يختلط الواقع بالخيال.
يعتقد أن تاريخ هذا الكرنفال يرجع إلى عام 1162، وأّعيد إلى الحياة عام 1980. يزور البندقية في فترة الكرنفال حوالي 3 ملايين شخص للمشاركة فيه. في حين يصل تعداد سكان للبندقية 850 ألف شخص.
تنبض القنوات بالحياة مجدداً خلال الكرنفال، حيث تملأ القوارب التقليدية (الجندولا) المياه بعروض مختلفة. هذه السنة كانت احتراماً وتقديراً للقمر والمحيط بعرض مستوحى من أسطورة " ملكة البحر".
وفقاً للمنظمين، كان العرض الافتتاحي لأكبر مهرجانات العالم احتفالاً بالجمال والبحر والغرور. يبدو الممثلون والراقصون بأزيائهم، وأجنحة الفراشات الزرقاء، التي يرتدونها وكأنهم يطيرون في السماء.
يختلف جوهر مهرجان البندقية عن باقي المهرجانات التي تهتم في المرتبة الأولى بالمهرجين والنواحي الكوميدية، في حين تطغى على أجواء كرنفال البندقية روح الغموض.
يتجول المحتفلون في القوارب، يرتدون أزياء مميزة مصنوعة من أقمشة خاصة، وأقنعة تنكرية تتميز بها مدينة البندقية. يستمر كرنفال البندقية لهذه السنة في الفترة (11-28 شباط/ فبراير.
توجد أنواع مختلفة من الأقنعة مثل : "bauta" المصمم بطريقة تعطي القدرة لمرتديه على التكلم، أو الأكل، أو الشرب، دون الحاجة لخلعه. و الـ"colombina"، وهو نصف قناع مزين بالفضة والذهب والريش.
يجتمع المحتفلون معاً في المقهى الشهير (كافيه فلوريان) في ساحة القديس ماركو. ولعل الحدث الأكثر شعبية في الكرنفال، هو ما يسمى (رحلة الملاك). ويجري عادة في عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق (خميس الدهون)، وهو العيد الكاثوليكي الذي يمثل الفرصة الأخيرة لتناول الطعام والمرح قبل بداية الصوم الكبير.
كتجديد لأحد التقاليد التي تعود إلى عصر النهضة، يتأرجح الفائز بمسابقة الجمال للعام الفائت متدلياً بسلك مربوط ببرج القديس ماركو وسط الحشد في ساحة القديس ماركو.
وعلى الصعيد الأمني، قال مسؤولون إن وحدات مكافحة الإرهاب نُشرت في الأماكن الفنية والتاريخية وسط المدينة، حيث من المتوقع أن يجتمع الآلاف لمشاهدة الاستعراضات. نادين بيرغاوسن/ريم ضوا.