البطالة تفرز "جيلا ضائعا" في أوروبا
١ يونيو ٢٠١٢
من خلال إطلاق برنامجها من أجل مساعدة الشباب العاطلين عن العمل في مختلف البلدان الأوروبية على إيجاد فرص عمل، تريد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إلى البرهنة على أنها لا تقف مكتوفة الأيدي في وقت يزداد فيه عدد الشباب الفاقدين لآفاق مستقبلية داخل بلدانهم. ويصل عدد العاطلين عن العمل بين الشباب في دول الاتحاد الأوروبي إلى 5,5 مليون يبحثون حاليا عن فرصة عمل أو فرصة للتكوين والتأهيل. وتعتزم المفوضية الأوروبية تقديم الدعم لـ 5000 من مجموع هؤلاء الشباب في مسعاهم للعثور على فرصة عمل في إحدى البلدان الأوروبية. ويتيح هذا البرنامج فرصة الترشح للحصول على دعم مالي، كما يوضح ذلك المتحدث باسم المفوضية الأوروبية جوناثان تود، بقوله: "الخطة تشمل مساعدة الشباب بين 18 و 30 عاما في عرض طلباتهم بالخارج، ويشمل ذلك أيضا تحمل جزء من التكاليف لتغطية الانتقال إلى الخارج. كما يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أن تطلب دعما ماليا لتكاليف التكوين، مثلا لدروس تعلم اللغة، في حال تشغيلها هؤلاء الشباب".
الحاجة لإجراءات فعلية لمكافحة البطالة
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للعمل اعتبرت في تقرير صدر الأسبوع المنصرم أن "أزمة بطالة الشباب في العالم يمكن التغلب عليها شرط أن يشكل إحداث وظائف للشباب أولوية أساسية في العملية السياسية، وأن تتسارع الاستثمارات في القطاع الخاص بشكل كبير". وقال المدير التنفيذي للمنظمة لقطاع التوظيف خوسي مانويل سالازار شيريناكس إن "ذلك يشمل إجراءات من بينها خفض الضرائب وتدابير تحفيزية للشركات التي توظف شبانا، وجهودا لخفض الفوارق في المؤهلات بين الشباب ...". وقد رصدت المفوضية الأوروبية ببروكسيل 4 ملايين يورو للفترة الأولى لبرنامج تحفيز تشغيل الشباب في الاتحاد الأوروبي، وهو مبلغ، كما يدرك المتحدث باسم المفوضية جوناثان تود يشبه نقطة ماء في بحر كبير، حين أوضح أن "هذا البرنامج لن يشكل خطة إنقاذ لـ 54 % من مجموع الشباب اليونانيين العاطلين عن العمل".
وحتى في إسبانيا يعاني حاليا شاب من بين اثنين من البطالة، ليصل متوسط البطالة في دول منطقة اليورو إلى 22 % . وتصل نسبة البطالة في ألمانيا بين فئة الشباب إلى نحو 8 % ، وهي نسبة ليست سيئة مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى. وعلى هذا الأساس نجد أن المنظمة الدولية للعمل حذرت في تقريرها السنوي الصادر الأسبوع الماضي في جنيف مما أسمته جيلا ضائعا في أوروبا. واعترف خوسي مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية بأن تشغيل الشباب "يمثل القضية الاجتماعية الأكثر إلحاحا لتقديم أجوبة لمخاوف الشباب من عدم إيجاد فرصة للعمل".
التشغيل من مهام الحكومات الوطنية
ويبقى هامش التحرك لمجابهة معضلة البطالة في صفوف الشباب على المستوى الأوروبي ضيقا، لأن سياسة التشغيل تبقى من مهام الحكومات الوطنية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ومن الناحية العملية يمكن للمفوضية الأوروبية أن تقدم فقط اقتراحات للدول المعنية، كما فعلت ذلك المنظمة الدولية للعمل في تقريرها لهذا العام. ويحاول الاتحاد الأوروبي تحويل نفقات الصندوق الاجتماعي الأوروبي بشكل أكبر نحو إجراءات مكافحة البطالة بين الشباب. وتبقى هذه المحاولات ضعيفة أمام الأعداد الهائلة للشباب الذين يبحثون عن موطن عمل.
مارتن بونه/ محمد المزياني
مراجعة: عارف جابو