"الانتفاضة تفرض على النظام السوري واقعا لم يسبق له أن تعامل معه"
٢٠ مايو ٢٠١١أكد الكاتب والناشط السياسي المعارض ياسين الحاج صالح، في حوار مع دويتشه فيله من دمشق، أن الاحتجاجات في سورية أخذت زخما جديدا وأن "الانتفاضة تفرض على النظام واقعا لم يسبق له أن تعامل معه"، وقال ياسين الحاج أن 21 قتيلا على لأقل سقطوا في مختلف المدن السورية اليوم (الجمعة 20 مايو/أيار 2011)، فيما أشارت عدد من المنظمات الحقوقية في وقت لاحق إلى حصيلة جديدة عن سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا برصاص قوات الأمن السورية في مظاهرات خرج فيها الآلاف مطالبين بالحرية والديمقراطية، في تحدي واضح لآلة القمع التي تواجه بها السلطات المحتجين منذ شهرين.
وسقط العديد من القتلى في حمص برصاص قوات الأمن خلال المظاهرات، إضافة إلى قتلى آخرين في معرة النعمان جنوب ادلب في غرب البلاد، حيث فتح رجال الأمن النار عند مدخل المدينة لدى وصول متظاهرين قادمين من عدة بلدات مجاورة في المنطقة وخاصة من كفر نبل. كما سجل قتلى آخرون في مدن الصنمين والحارة و داريا في ريف دمشق.
وأكد الحاج ياسين صالح في حواره مع دويتشه فيله أن المظاهر الأمنية تطغى على العاصمة دمشق بوجود كثيف "للمسلحين من قوات حفظ النظام والمخابرات موجودة في كل مكان". وقال الناشط السوري أن النظام السوري يعتمد على جهازين أساسيين "أجهزة الأمن وهي تنتج الخوف وأجهزة الإعلام وتنتج الأكاذيب". معتبرا أن نظام الأسد "خسر المعركة الإعلامية والمعركة الأخلاقية وهو في سبيل خسارة المعركة السياسية".
قتل وقمع وحملات مداهمة
ذكرنشطاء سوريون في حمص أن "قوات الأمن داهمت مشفى البر في وسط المدينة واخذوا جثة احد القتلى وبعض الجرحى الذين أصيب معظمهم في أطرافهم". كما أعلن عن مقتل شخص في مدينة اللاذقية الساحلية وشخصين في دير الزور، بينما ذكر التلفزيون السوري أن "مجموعات مسلحة تستغل تجمعات للمواطنين في ريف ادلب واطراف حمص وتطلق النارعلى المدنيين وقوات الشرطة مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى" دون أن يضيف أي تفاصيل.
ومن جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن "آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية" وأشار المرصد إلى أن "الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم أنهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم" هاتفين بشعارات تدعو إلى "رفع الحصار عن المدن السورية" وتدعو إلى الحرية والى إسقاط النظام". وأكد ياسين الحاج صالح أن الاحتجاجات أخذت زخما جديدا وأن "الانتفاضة تفرض على النظام واقعا لم يسبق له أن تعامل معه"، مؤكدا أن الاحتجاجات شملت المناطق المختلطة دينيا وإثنيا ومذهبيا "ما يبطل مزاعم النظام بأن المظاهرات تتزعمها جماعات سلفية جهادية".
وفي تطور لافت لردود الفعل الدولية، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن أن الوضع في سوريا يشكل مصدر "قلق حاد" لإسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء. وفي سياق متصل نددت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان توقيف السلطات اللبنانية لاجئين سوريين عبروا الحدود إلى الأراضي اللبنانية هربا من أعمال العنف. وقد قدرت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية عدد النازحين بحوالي خمسة آلاف سوري، فيما انتشرت القوات السورية بشكل مكثف في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للحدود اللبنانية.
جمعة "أزادي" تتحدى رواية النظام
وأوضح ياسين صالح أن اختيار جمعة "أزادي" هي "تحية للمكون الكردي من الشعب السوري" مشيرا إلى أن الأكراد "تعرضوا لحرمان متنوع تصل إلى حد عدم الاعتراف بوجودهم وحرمانهم من الجنسية." مؤكدا أن الانتفاضة الديمقراطية الحالية تضع المساواة بين العرب والأكراد في أجندتها من الآن.
وفي سياق متصل أعلن الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا زردشت محمد في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية أن "دورية من الأمن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الآشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا" مشيرا إلى ان "قوات الأمن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من أجهزة كمبيوتر ووثائق وأشرطة".
واعتبر الناشط إبراهيم ملكي هذا الإجراء "خطيرا على المدى البعيد" لعمله على "تفتيت المجتمع" مشيرا إلى "التكوين الخاص" لمدينة القامشلي التي تضم أكرادا وعربا ومسلمين ومسيحيين. ويطالب أكراد سوريا بالاعتراف بخصوصيتهم الثقافية ومكانتهم في الحياة السياسية في البلاد بعد ان حصلوا بداية نيسان / ابريل الماضي على حقهم بالحصول على الجنسية السورية بعد نصف قرن من الانتظار والاحتجاجات.
حسن زنيند
مراجعة: منصف السليمي