الاختطاف والابتزاز - مصدر تمويل مهم للإرهاب
٢٢ أغسطس ٢٠١٤لا يزال سفين سوتلوف في قبضة الجماعة الإرهابية "داعش". ففي شريط الفيديو، الذي نشره التنظيم على شبكة الانترنت لتوثيق عملية قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، ظهر فيه أيضا الصحفي الأمريكي سوتلوف. وقد هدد التنظيم بقتله إذا لم تكف الولايات المتحدة عن ضرب مواقعه في شمال العراق. وقد رجح جهاز الاستخبارات الأمريكي أف.بي.آي أن يكون شريط الفيديو حقيقيا. وفي مساء الأربعاء اتضح أن الولايات المتحدة فشلت في محاولة تحرير مجموعة من الرهائن من قبضة "داعش" في سوريا. ووفقا لصحيفة واشنطن بوست فإن الصحفيين فولي وسوتلوف كانا من بين هؤلاء الرهائن. ويبدو أن محاولة تحرير الرهائن قد سبقتها مفاوضات مع الإرهابيين. وحسب تقارير إعلامية فقد طالبت "داعش" بدفع 100 مليون يورو مقابل الإفراج عن الصحفيين المختطفيين وأن الولايات المتحدة قد رفضت ذلك.
أمريكا ترفض دفع الأموال كفدية لتحرير مواطنيها
الولايات المتحدة لا تدفع مبدئيا أي فدية للإفراج عن مواطنين أمريكيين مختطفين. وبريطانيا ترفض مثل هذه الصفقات مع مجموعات إرهابية متطرفة. وكذلك الحكومة الألمانية طالما تؤكد أنها ليست قابلة للابتزاز ولا تدفع أي فديات. بيد أن هناك تقارير إعلامية تحدثت عن دفع فديات في مرات كثيرة لتحرير مواطنين ألمان من قبضة الإرهابيين، فعلى سبيل المثال تردد أن الحكومة الألمانية دفعت عام 2005 أكثر من عشرة ملايين دولار لتحرير مواطنيين ألمانيين اثنين، هما رنيه براونليش وتتوماس نيتشكه، تعرضا للاختطاف في العراق. وكذلك دول أوروبية أخرى، حيث أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن جهاز المخابرات الفرنسي دفع أكثر من عشرين مليون يورو مقابل الإفراج عن أربعة مواطنين فرنسيين. ودائما ما تسارع الحكومات إلى تكذيب دفع أموال لمنظمات إرهابية وذلك أيضا حتى لا تحفز على القيام بعمليات اختطاف أخرى.
أكبر نسبة من الفديات جاءت من خزائن أوروبية
ابتزاز أموال طائلة مقابل الإفراج عن رهائن مختطفين أصبح بالنسبة للمنظمات الإرهابية على غرار القاعدة و"داعش" أو بوكو حرام مصدر دخل مهم. وتستخدم هذه المنظمات الأموال المبتزة لتمويل عملياتها الإرهابية. فوفقا لتقديرات صحيفة "نيويورك تايمز" تلقت القاعدة مثلا أموالا طائلة لا تقل عن 125 مليون دولار على شكل فديات دفعت لتحرير رهائن كانوا في قبضتها. الجزء الأكبر جاء من خزائن دول أوروبية. فيما تقدر وزارة المالية الأمريكية أن مقدار الأموال التي جاءت من أوروبا ودُفعت لمنظمات إرهابية إسلامية ما بين عامي 2008 و2013 قد وصل إجمالا إلى 165 مليون دولار.
كما تستخدم الجماعات الإرهابية الرهائن كورقة ضغط للحصول على تنازلات سياسية أو تحفظات، فمثلا تركيا ترفض المشاركة في الغارات الجوية الأمريكية ضد تنظيم "داعش" وذلك لأن 49 تركيا لازالوا منذ يونيو/ حزيران الماضي في قبضته.
"عملية قطع رأس الصحفي الأمريكي التي ظهرت في الفيديو إنما هي لغرض الإرهاب والترهيب" على ما يقول الخبير في العلوم الدينية الإسلامية كريستوف غونتر في حوار مع DW، مؤكدا أن تنظيم "داعش" إنما أراد أن يوصل رسالة مفادها "إذا اقتضى الأمر سوف نقضي على جميع مواطنيكم الذين نتمكن من أسرهم من صحفيين وموظفين لدى الشركات الغربية في المناطق الكردية وموظفين في المنظمات الإغاثية". يذكر أنه – وفقا للموقع الالكرتوني لصحيفة "دير شبيغل الألمانية –فإن نحو ثلاثين إلى أربعين أوروبيا وأمريكيا لا يزالون في قبضة إرهابيي "داعش".