الاتحاد الأوروبي واليابان يوقعان اتفاقا للتجارة الحرة
١٧ يوليو ٢٠١٨بحضور رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وقعت اليابان والاتحاد الأوروبي في طوكيو اليوم الثلاثاء (17 يوليو/ تموز 2018) اتفاق تجارة حرة واسع النطاق، يأمل الطرفان في أن يقوم بدور معادل لقوى الحمائية التجارية التي أطلقتها السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
اتفاق يوحد 600 مليون شخص
ويعد الاتفاق التجاري، الذي وقع عليه كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي ورئيس الوزراء الياباني، أكبر اتفاق للاتحاد الأوروبي وينشئ منطقة تبادل حر تشمل تقريبا ثلث الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وبذلك يخلق أكبر منطقة اقتصادية مفتوحة في العالم، في ظل مخاوف من أن حربا تجارية بين الولايات المتحدة والصين ستقلص دور التجارة الحرة في النظام الاقتصادي العالمي.
ومن شأن هذا الاتفاق أن يوحد حوالي 600 مليون شخص في كلا السوقين. ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بحلول أوائل عام 2019.
ووفقا للاتفاق ستلغي اليابان الرسوم عن 94% من وارداتها من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك 82% من وارداتها من المنتجات الزراعية والأسماك. وفي المقابل سيلغي الاتحاد الأوروبي الرسوم على 99% من وارداته من اليابان، حيث سيتم إلغاء الرسوم على السيارات والشاحنات اليابانية بحلول العام الثامن لتطبيق الاتفاق وعلى أجهزة التلفزيون في العام السادس.
وسيتطلب ذلك تصديق البرلمان الأوروبي - وهي الخطوة المتوقعة في الأشهر المقبلة - وكذلك أيضا تصديق البرلمان الياباني.
وكان من المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق في بروكسل في 11 تموز/يوليو ، لكنه تأجل بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات وانهيارات أرضية قاتلة في اليابان وأودت بحياة 220 شخصا.
"إرادة يابانية أوروبية لقيادة العالم"
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مؤتمر صحفي بعد مراسم التوقيع، وكان يقف إلى جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق "يظهر للعالم الإرادة السياسية الثابتة لليابان والاتحاد الأوروبي لقيادة العالم كرائدين للتبادل الحر في زمن تنتشر فيه الحمائية".
وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، الذي يتحدث نيابة عن زعماء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، للصحفيين "نبعث رسالة واضحة بأننا نقف صفا موحدا ضد الحماية التجارية".
أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر فقال إنه باتخاذ "موقف حول التجارة الحرة والمنصفة، إننا نظهر أننا أقوى وأفضل موقعا حين نعمل معا".
وتم التوقيع على الاتفاق فيما ينتهج ترامب سياسة "أميركا أولا". وقال يونكر إن الاتفاق يوجه رسالة مفادها أن "التجارة هي أكثر من رسوم جمركية وحواجز، إنها تتعلق بالقيم". وأضاف "ليس في الحمائية حماية".
والاتفاق التجاري بين اليابان والاتحاد الأوروبي أيضا مؤشر على تغير العلاقات العالمية في الوقت الذي يُبعد فيه ترامب الولايات المتحدة عن حلفاء قدامى مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وكندا.
وفرضت الولايات المتحدة هذا الشهر رسوما نسبتها 25 بالمئة على سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار لخفض العجز التجاري الأمريكي مع الصين، وسرعان ما ردت الصين بزيادة رسوم على سلع أمريكية.
ص.ش/ح.ز (رويترز، د ب أ، أ ف ب)