الأمم المتحدة تدعو لوقف "سفك الدماء" في الضفة وإسرائيل ترد
٤ يونيو ٢٠٢٤أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك مقتل 505 فلسطينيين في الضفة الغربية بأيدي الجيش الإسرائيلي وقوات أمن أخرى ومستوطنين، منذ أن اندلعت الحرب في غزة قبل حوالي ثمانية أشهر.
وتحدّث مسؤولون فلسطينيون عن حصيلة بلغت 523 شخصا على الأقل.
وأشار تورك إلى أن 24 إسرائيليا بينهم ثمانية جنود قتلوا في الفترة ذاتها في مواجهات أو هجمات مفترضة شنها فلسطينيون من الضفة الغربية.
وقال تورك في بيان: "كما لو أن الأحداث المأساوية التي وقعت في إسرائيل ومن ثم في غزة على مدى الأشهر الثمانية الماضية ليست كافية، يتعرّض سكان الضفة الغربية المحتلة يوماً بعد يوم لسفك الدماء بشكل غير مسبوق". وأضاف "من غير المنطقي إطلاقاً أن يُحصَد هذا العدد الكبير من الأرواح بهذه الطريقة الوحشية".
وسارعت إسرائيل للتنديد بالبيان، مشيرة إلى الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على الدولة العبرية.
وقالت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف في بيان إنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر "تزايد النشاط الإرهابي بشكل كبير في الضفة الغربية"، مضيفة أن فلسطينيين شنّوا خلال الأشهر الثمانية الماضية "أكثر من 500 هجوم إرهابي". وتابعت "هذه هي الحقيقة التي يختار المفوض السامي (للأمم المتحدة) تجاهلها ورفضها"، مشددة على أن "إسرائيل لن تسمح بتحويل الضفة الغربية إلى معقل آخر للإرهاب". وأكدت البعثة أن إسرائيل ستواصل محاربة "الإرهاب الفلسطيني... بموجب القانون الدولي".
وحذّر تورك في بيانه من أن "العنف الذي تمارسه قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون الإسرائيليون، على خلفية حجم القتل والتدمير المستمرين في غزة، قد زرع الخوف وانعدام الأمن بين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة". وشدد تورك على أن "القتل والتدمير والانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان غير مقبولة، ويجب أن تتوقف فوراً".
وتابع "على إسرائيل ليس فقط تبني قواعد اشتباك تتماشى تماماً مع قواعد ومعايير حقوق الإنسان المعمول بها، بل تعزيز تطبيقها كذلك"، مطالبا بمحاسبة جميع المسؤولين عن أعمال القتل المفترضة. وندد بكون "الإفلات من العقاب على مثل هذه الجرائم أمرا شائعا منذ فترة طويلة جداً في الضفة الغربية" التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 وشهدت تصاعدا في العنف حتى قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأشار تورك إلى قتل القوات الإسرائيلية نهاية الأسبوع فتى يبلغ من العمر 16 عاما وإصابة آخر بجروح خطيرة توفي على إثرها قرب مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا. وذكر المفوض أن كاميرات المراقبة أظهرت بأن النار أُطلقت عليهما من مسافة 70 مترا أثناء هروبهما، بعد رشقهما موقعا عسكريا بالحجارة و/أو زجاجات حارقة.
وذكر بيان تورك بأن الجيش الإسرائيلي دأب على "استخدام القوة المميتة كملاذ أول ضد المتظاهرين الفلسطينيين.. في حالات لم يمثّل فيها مَن تمّ إطلاق النار عليهم تهديداً وشيكاً للحياة".
وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات إسرائيلية رسمية. واحتُجز خلال الهجوم 251 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 120 رهينة في القطاع، بينهم 41 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي. وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر في قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط أكثر من 36 ألف قتيل، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس، المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وليس ممكنا التحقق من حصيلة الضحايا من مصادر مستقلة.
ف.ي/ع.ج.م (رويترز، ا ف ب)