الأسد يتمسك بالسلطة ويهاجم الجامعة ودولاً عربية
١٠ يناير ٢٠١٢اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب ألقاه على مدرج جامعة دمشق، اليوم الثلاثاء (10 كانون الثاني/ يناير 2012)، أطرافا إقليمية ودولية بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده. وقال الأسد في خطابه الذي هو الرابع له منذ بداية الاحتجاجات ضد نظامه في سورية منتصف آذار/ مارس الماضي "لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سوريا". وأضاف "لم يعد التآمر الخارجي خافيا على أحد، لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحا جليا".
وتحدث الأسد خصوصا عن "الدول العربية التي تقف ضد سوريا". وقال إن "الخارج هو مزيج من العربي والأجنبي وللأسف العربي أكثر عداء وسوءا من الأجنبي". وأشار إلى أن "الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي ومرآة لحالتنا العربية المزرية"، مؤكدا أن "موضوع إخراج سوريا من الجامعة لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد". وقال إن "الدول العربية ليست واحدة في سياستها اتجاه سورية .. الجامعة العربية مرآة للسياق العربي المزري ويسير بالوضع العربي من سيء إلى أسوأ". ورأى أن الدول الأجنبية "بعد أن فشلت في مجلس الأمن لعدم إمكانيتها في إقناع العالم بأكاذيبها سعت إلى توفير غطاء عربي". واتهم الإعلام بشن حملة ضد بلاده، وساق مثالا على ذلك مقابلته مع قناة "إيه.بي.سي" التي "فبركت حواره والدليل على ذلك النسخة الأصلية "التي كانت موجودة لدى السلطات. وأكد أن هناك أكثر من 60 محطة إعلامية مكرسة للعمل ضد سورية لتشويه صورتها، في الداخل والخارج حسب ما جاء في خطابه.
الشأن الداخلي
وفي الشأن الداخلي قال الأسد في خطابه إن "الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد". وأضاف "فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه". وأكد الرئيس السوري أنه لا يوجد "أي أمر على أي مستوى" لإطلاق النار على المحتجين إلا في حالات "الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين".
وأعلن الرئيس السوري عن استفتاء على دستور جديد لسوريا سيجرى في آذار/ مارس المقبل، تليه انتخابات تشريعية في أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو المقبل. من جهة أخرى، قال الأسد إنه يسعى إلى حكومة موسعة فيها مزيج من السياسيين والتقنيين وتمثل أطياف المجتمع كله"، مؤكدا أنه "كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان ذلك أفضل بالنسبة للشعور الوطني". وردا على مطالب محتجين وعدد من القادة الغربيين بالتنحي، أشار الرئيس السوري إلى أنه لن يتخلى عن الحكم بقوله: "أحكم برغبة الشعب وإذا تخليت عن السلطة فسيكون برغبة الشعب".
(ف. ي/ د ب ا، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عارف جابو