الأزمة التركية الإسرائيلية في عيون الصحافة الألمانية
٧ يونيو ٢٠١٠اهتمت الصحف الألمانية الصادرة اليوم (الاثنين السابع من حزيران / يونيو 2010) بتأثيرات قتل البحرية الإسرائيلية لتسعة ناشطين أتراك على متن "أسطول الحرية"، على العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وخصوصاً تبعات هذا العمل على المشهد السياسي التركي.
في هذا الصدد كتبت صحيفة دير تاغيسشبيغل (Der Tagesspiegel) تقول:
"لا تثير ردّة الفعل القاسية لاردوغان على الإسرائيليين أي استغراب، فرؤساء حكومات الدول الأخرى كانوا سيجدون الكلمات الملائمة، إذا ما قتلت مجموعة غير مسلحة من مواطنيهم على يد جنود دولة أخرى في المياه الدولية. وبالرغم من هذا فإن اردوغان يركز على أمرين خلال الخطابات التي يلقيها منذ الهجوم: فهو لا يعلن عن قطع العلاقات مع إسرائيل، وإضافة إلى ذلك فإنه يحذر أبناء شعبه مراراً وتكراراً من صب غضبهم على اليهود أو على الدبلوماسيين الإسرائيليين في تركيا. إن اردوغان ليس مهتماً بالمبالغة في النزاع مع إسرائيل، لأن تركيا بحاجة إلى علاقات سوية إلى حد ما مع إسرائيل على المدى المتوسط، إذا ما أرادت تثبيت أقدامها كقوة إقليمية في الشرق الأوسط يمكنها التحاور مع جميع أطراف الصراعات المتعددة في هذه البقعة من العالم".
أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) فكتبت تقول:
"يصفق جزء من الأتراك ويهلل للعالم العربي الذي تبدو فيه تركيا هذه الأيام كمدافعة عن القضايا العادلة، واردوغان كبطل للفلسطينيين. ووصل الأمر إلى حد اعتبار تركيا من قبل البعض ك "الأخ الأكبر الجديد" في المنطقة. لكن هذه البهجة قد تنطفئ، إذا ما صدقت توقعات المراقبين، بتحول تركيا إلى "طرف" في الصراع، بدلاً من وضعها كمراقب وكوسيط. هذا الأمر فتاك، ذلك أن أهمية تركيا للولايات المتحدة وللاتحاد الأوروبي في المنطقة تنبع من عدم كونها طرفاً في النزاع، وبقدرتها على الاحتفاظ على اتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين. وحتى مع ازدياد هيبة تركيا في أوساط الفلسطينيين من خلال الأحداث المؤسفة الأسبوع الماضي، فمن الواجب عليها أن تستخدم نفوذها لانتزاع الاعترافات التي تطالب بها إسرائيل عن استحقاق من حماس، ألا وهي الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ووقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة".
وفي تحليلها لآراء رئيس الوزراء التركي إردوغان علقت صحيفة فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ (Frankfurter allgemeine Zeitung) تقول:
"إن الرد المفضل لرئيس الوزراء التركي عند الدفاع عن حماس هو الادعاء بأنها وصلت إلى سدة الحكم بشكل ديمقراطي. هذا الرد يذكر بالدليل الذي ساقه اردوغان العام الماضي، عندما – والحديث كان يدور حول السودان – أكد أن المسلمين ليسوا قادرين على ارتكاب جرائم بحق البشرية لكونهم مسلمين".
إعداد: ياسر أبو معيلق
مراجعة: حسن زنيند