اقتحام المقر الرئيسي للإخوان المسلمين والمعارضة تهدد بالعصيان المدني
١ يوليو ٢٠١٣اجتاح عشرات المحتجين المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة ونهبوا محتوياته اليوم الاثنين (الأول من تموز/ يوليو 2013) بعد أن أخلاه من كانوا به من أعضاء الجماعة في أعقاب ليلة شهدت اشتباكات سقط فيها ثمانية قتلى. وكان هذا أسوأ الحوادث من حيث عدد القتلى والمصابين في المظاهرات الضخمة التي شهدتها مصر يوم الأحد احتجاجاً على حكم الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي.
وبدأ الهجوم على المقر مساء الأحد واستمر ساعات أطلق فيها من يحرسونه من الداخل النار على الشبان الذين كانوا يلقون بالقنابل الحارقة والحجارة على المبنى. ووصف متحدث باسم الإخوان المهاجمين بأنهم "بلطجية" واتهم الشرطة بعدم حماية المقر. وقال إن اثنين من الموجودين داخل المبنى أصيبا قبل أن تتمكن الجماعة من إجلائهم صباح اليوم.
وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات للمبنى المكون من أربعة ادوار وقد ظهرت على جدرانه آثار الحريق وتحطمت نوافذه، بينما كان البعض ينهب محتوياته. وأعادت هذه اللقطات للأذهان صور اقتحام مقر مباحث أمن الدولة وتدميره بعد إسقاط حكم حسني مبارك عام 2011. وكانت جماعة الإخوان عملت قبل الاحتجاجات على تحسين المقر الذي تعرض للهجوم في وقت سابق من العام. وقالت مصادر طبية وأمنية لرويترز إن ثمانية أشخاص على الاقل قتلوا في الهجوم على المقر وأصيب أكثر من 100 آخرين.
من جانب آخر ذكر مصدر أمني أن إجمالي الخسائر البشرية في مختلف أنحاء البلاد منذ أمس بلغ 16 قتيلاً. وأعلن الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة والسكان في مصر ارتفاع حصيلة ضحايا الأحداث التي وقعت خلال مظاهرات 30 يونيو أمس الأحد في القاهرة وعدد من المحافظات المصرية، إلى 16 قتيلاً و781 مصاباً. وأوضح وزير الصحة أن جميع المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالتهم ما عدا 182 مصاباً مازالوا يتلقون العلاج، فيما بلغ عدد المصابين بخرطوش وطلقات نارية 186 شخصاً.
من جانبها أمهلت حركة تمرد المصرية المعارضة الرئيس المصري محمد مرسي حتى الثلاثاء (2 تموز/ يوليو 2013) للتنحي مهددة بحملة عصيان مدني في حال بقائه في السلطة. وقالت تمرد في بيان نشر على موقعها الالكتروني "نمهل محمد محمد مرسى عيسى العياط لموعد أقصاه الخامسة من مساء الثلاثاء القادم الموافق 2 تموز/ يوليو أن يغادر السلطة حتى تتمكن مؤسسات الدولة المصرية من الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وأضاف البيان "وإلا فإن موعد الخامسة من مساء الثلاثاء يعتبر بداية الدعوة لعصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري".
كما هددت الحركة بالحشد والتوجه إلى قصر القبة حال عدم الاستجابة إلى هذا المطلب. وقال محمود بدر المتحدث باسم حركة "تمرد" في كلمة له حملت اسم البيان رقم "1" للحركة من على منصة متظاهري قصر الاتحادية: "إن مؤسسات الدولة (الجيش والشرطة والقضاء) تنحاز بشكل واضح إلى الإرادة الشعبية المتمثلة في الجمعية العمومية للشعب المصري" التي انعقدت يوم الأحد "في التحرير والاتحادية وميادين مصر كافة".
وأعلن بدر عن استمرار الاعتصام في ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية وميادين مصر والتمسك بالسلمية والإنهاء السلمي لحكم الإخوان. وأشار إلى أن الحركة ستدعو لتنفيذ عصيان مدني شامل اعتبارا من الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء المقبل من أجل تنفيذ إرادة الشعب.
ولا تزال جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي تواجه غضباً من ليبراليين وآخرين يريدون أن يترك مرسي مقعد الرئاسة. حتى أن بعض رفاقه الإسلاميين يقولون إن عليه أن يقدم تنازلات. وصباح اليوم الاثنين ساد الهدوء ميدان التحرير الذي شهد أمس الأحد احتجاجات هي الأكبر منذ انتفاضة عام 2011. وظل بضع مئات معتصمين بالميدان كما اعتصم آخرون في أنحاء أخرى بالبلاد.
واحتشد الملايين أمس الأحد في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة وفي مدينة الإسكندرية ومحافظات أخرى في أكبر تجمع احتجاجي تشهده مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. ولم يظهر مرسي لكنه اعترف من خلال متحدث باسمه بحدوث أخطاء وقال إنه يعكف على إصلاحها وإنه مستعد لبدء حوار مع المعارضين. لكنه لم يبد استعدادا للتنحي.
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب، د ب أ، رويترز)