احتمالات مصير تنظيم كأس إفريقيا إذا اعتذر المغرب نهائيا
٥ نوفمبر ٢٠١٤تعيش القارة الإفريقية عموما، والمغرب خصوصا، حالة من الترقب لمعرفة القرار النهائي بشأن تنظيم نهائيات كأس الأمم الإفريقية، والتي كان من المقرر أن تقام في المغرب في الفترة من 17 كانون الثاني/يناير إلى 8 شباط/فبراير المقبلين. الاتحاد الإفريقي منح المغرب مهلة خمسة أيام، تنتهي يوم السبت القادم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني لإعلان موقفه النهائي. حتى الآن كان المغرب يدعو إلى تأجيل البطولة بضعة أشهر، لتقام في يونيو/ حزيران 2015، أو عاما كاملا، لتقام مطلع عام 2016.
ولكن الاتحاد الإفريقي رفض المقترح المغربي، مطالبا بموقف نهائي من المغرب: إما تنظيم البطولة في موعدها، أو الاعتذار عنها. وفي الحالة الثانية سيحاول "الكاف" إيجاد دولة بديلة كي تنظم البطولة.
إذن هذا الحدث الساخن فرض نفسه على الأجواء الرياضية الإفريقية، وباتت الكرة الآن في ملعب وزارة الشباب والرياضة المغربية. والجميع ينتظر يوم السبت.
أربعة احتمالات مطروحة الآن بخصوص القرار الذي سيتخذ، نستعرضها معكم، محاولين استشفاف أقوى هذه الاحتمالات.
الاحتمال الأول: المغرب يعتذر
يعتقد كثير من المراقبين أن الحكومة المغربية، ممثلة بوزارة الشباب والرياضة، ستعتذر عن تنظيم البطولة في موعدها، وستُصر على اقتراحها الرامي إلى تأجيل البطولة إلى موعد آخر. DWعربية اتصلت بالاتحاد المغربي لكرة القدم (الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم)، محاولة الحصول على معلومات عن أي قرار محتمل. لكن الاتحاد أكد عدم اختصاصه في هذا الموضوع أبدا، وأن القرار تتخذه الحكومة. وزارة الشباب والرياضة رفضت بدورها إعطاء أي معلومات، مؤكدة أن الأمور مازالت قيد التشاور.
من جهته، أكد وزير الرياضة المغربي محمد أوزين في عدة تصريحات صحفية أن المغرب سيسعى حتى آخر لحظة من أجل إقناع "الكاف" بصوابية التأجيل. وقال الوزير: "الكاف خيّرنا عبر بلاغه باتخاذ موقف نهائي. ونحن بدورنا نتشاور للخروج بخلاصة تنهي كل الجدل. ولا أعتقد أنه ستكون هناك مفاجآت كبيرة"، في إشارة على ما يبدو إلى أن المغرب سيبقى على موقفه.
عدة مسؤولين مغاربة، من بينهم وزير الرياضة وكذلك وزير الصحة، أكدوا أكثر من مرة أن هذا "القرار سيادي"، والقرارات السيادية "لا رجعة فيها".
إذن المغرب قد يعتذر عن تنظيم البطولة يوم السبت، وهو الاحتمال الأرجح، لتنتقل الكرة إلى ملعب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
الاحتمال الثاني: "الكاف" سيصر على موقفه
بعد القرار المغربي النهائي، سيعقد اجتماع حاسم للاتحاد الإفريقي يؤكد تواريخ المسابقة. يوم الثلاثاء القادم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني سيجتمع الاتحاد في القاهرة (مقر الاتحاد الإفريقي) "لاتخاذ القرارات اللازمة"، كما أكد المتحدث باسم الاتحاد جونيور بينيام.
إذن في حال رفض المغرب، سيكون الاحتمال الثاني، وهو إصرار "الكاف" على تنظيم البطولة في موعدها. وهذا الاحتمال يعتمد تنفيذه على وجود دولة راغبة وقادرة على تنظيم الحدث في موعده. وقد خاطب الاتحاد الإفريقي ثمانية اتحادات وطنية، طلبت استضافة نسخة 2017 بعد سحبها من ليبيا لأسباب أمنية، إضافة إلى جنوب إفريقيا، لمعرفة موقفها من استضافة نسخة 2015 في حال إصرار المغرب على تأجيلها. والدول الثمانية هي: مصر والسودان والجزائر وجنوب إفريقيا والغابون وغانا وكينيا وزيمبابوي، وأعلنت الدول الأربع الأولى رفضها الاستضافة، بانتظار مواقف بقية الدول.
وإذا لم تتقدم أي دولة لتنظيم البطولة، فستكون الحكومة المغربية في موقف قوي أمام "الكاف". ويصبح الأخير مجبرا على قرار من اثنين.
الاحتمال الثالث: عودة إلى المغرب مع تأجيل البطولة
إذنموقف "الكاف" سيكون صعبا، في حال عدم توفر بديل للمغرب، وهو أمر وارد. وفي هذه الحالة سيجد "الكاف" نفسه مضطرا للتفاوض مجددا مع المغرب من أجل التوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين.
وبالتأكيد فإن المفاوضات بين المغرب و"الكاف" لن تتوقف، وقد تنفرج الأمور في أي لحظة، خاصة مع دخول رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران على الخط، ومساعيه لإقناع رئيس "الكاف" عيس حياتو.
الاحتمال الرابع: إلغاء هذه النسخة نهائيا
وبالطبع يتبقى احتمال أخير، قد يلجأ إليه "الكاف"، في حال أوصدت كل الأبواب ولم يتم التوصل لأي حل، وهو إلغاء هذه النسخة نهائيا، في سابقة من نوعها. وهو إجراء له مبرراته، وفقا للاتحاد الإفريقي. فالمتحدث باسم الاتحاد بينيام سبق وأن صرح أن "أي تعديل (في التواريخ) سيكون على حساب روزنامة الاتحاد الإفريقي الملزم (بدوره) بمتابعة الروزنامة الدولية للاتحاد الدولي".
تهديدات بعقوبات صارمة على الكرة المغربية
بالتأكيد إذا تحقق أي من الاحتمالات الأول والثاني والرابع، فإن الكرة المغربية ستكون في مرمى نيران "الكاف". ويتساءل الجميع عن وضع المنتخب المغربي، الذي لم يشارك في تصفيات هذه البطولة، هل سيدعى كضيف شرف، أم ماذا؟ وإذا أقصي "أسود الأطلس"، فإن ذلك القرار سيكون بالتأكد مريرا للجماهير المغربية.
إضافة إلى ذلك، فإن عقوبات قاسية قد تتهدد المنتخبات والأندية المغربية في مشاركاتها القارية. فقد ذكرت صحف مغربية أن الكاميروني عيسى حياتو هدد المسؤولين المغاربة بأن عقوبات قاسية ستصدر بحق المغرب، تتمثل في تجميد النشاط الكروي أربع سنوات على الصعيد القاري، إضافة لغرامات مادية.
تجميد النشاط – لو اتخذ – يعني غياب المغرب عن نهائيات هذه النسخة من كأس الأمم الإفريقية (2015) وعن تصفيات النسخة المقبلة (2017)، وغيابه عن تصفيات مونديال روسيا 2018، وتصفيات أولمبياد 2016، وغياب الأندية المغربية عن كافة البطولات القارية.