احتدام المعارك بشرق وجنوب أوكرانيا وبايدن يفعل "آليه روزفلت"
١٠ مايو ٢٠٢٢تحتدم المعارك الثلاثاء (العاشر من مايو/ أيار 2022)، في جنوب أوكرانيا وشرقها. واستُهدفت مدينة أوديسا بالصواريخ، حيث أحصى الجيش الأوكراني سبع ضربات ما تسبب بسقوط قتيل وخمسة جرحى. واضطر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للاحتماء أثناء زيارة مفاجئة له إلى هذه المدينة الواقعة في جنوب البلاد.
وتوقف الاجتماع بينه وبين رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال بسبب الهجوم الصاروخي، مما دفع الرجلين إلى الاحتماء في مخبأ من القنابل، وذلك بحسب حساب شميهال الرسمي على تويتر.
من جهتها أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الثلاثاء أن الروس "يواصلون تحضير عمليات هجومية في منطقتَي ليمان وسيفيرودونيتسك" الواقعتين في دونباس (شرق)، مضيفةً أن عمليات القصف المدفعي والغارات الجوية تتواصل على مدعومة بالدبابات والمدفعية بهدف تنفيذ "عمليات اقتحام"، حيث صمد مئات المدافعين الأوكرانيين خلال حصار على مدى أشهر.
وحسب رئيس الإدارة الإقليمية بافلو كيريلينكو لا يزال نحو 100 مدني داخل مصنع آزوفستال المحاصر للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية، بالإضافة إلى 100 ألف شخص ما زالوا في المدينة الساحلية المتضررة بشدة. وأضاف في تعليقات نقلتها صحيفة أوكراينسكا برافدا أنه "من الصعب تحديد من منهم يريد مغادرة المدينة".
المساعدات الأمريكية
ويأمل الأوكرانيون الحصول على معدات عسكرية بوتيرة أسرع، وذلك بعد توقيع الرئيس جو بايدن الاثنين قانون (Ukraine Democracy Defense Lend-Lease Act). وهو نص يستند على آلية تبنّاها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1941 وكان يرمي إلى مساعدة أوروبا في مقاومة الزعيم النازي هتلر، ويعطي الرئيس الأمريكي صلاحيات موسّعة لدعم جهود الحرب في أوروبا.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تبني هذا القانون يشكّل "مرحلة تاريخية". وكتب في تغريدة "أنا مقتنع بأننا سنربح معًا من جديد. وسندافع عن الديموقراطية في أوكرانيا وفي أوروبا، كما حصل منذ 77 عامًا".
ويعتمد الأوكرانيون إلى حدّ كبير على المساعدة العسكرية الأمريكية التي بلغت قيمتها إلى غاية الآن نحو 3,8 مليارات دولار منذ بدء النزاع.
وجاء إصدار القانون في التاسع من أيار/مايو، بالتزامن مع إقامة روسيا عرضًا عسكريًا كبيرًا في الساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، كرر خلاله بوتين حججه لتبرير غزوه لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.
وقال إن كييف كانت تستعد لمهاجمة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد وسعت للحصول على القنبلة الذرية وتتلقى الدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مجددا أن الوضع "كان يتشكّل تهديد غير مقبول على الإطلاق، مباشرة على حدودنا".
"منظمة سياسية أوروبية"
في المقابل، يرفض الغرب حجج بوتين. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على قناة بي إف إم تي في التلفزيونية (BFMTV) إن الرئيس الروسي "يقوم بتبرير تحريفي كامل لدوافع الحرب. لديه خطاب مليء بالإنكار وقلب المسؤوليات".
غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا قبله الاثنين إلى عدم "إذلال" روسيا لأن "غدًا سيكون هناك سلام يجب أن نبنيه".
بدلًا من انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وهي عملية قد تستغرق "عقودًا"، اقترح ماكرون إنشاء "منظمة سياسية أوروبية" لضمّ أوكرانيا خصوصًا إضافة إلى "الأمم الأوروبية الديموقراطية التي تؤمن بقيمنا الأساسية".
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)