اتحاد بوند لحماية البيئة: ألمانيا فوتت فرصة لتحقيق الازدهار في الزراعات العضوية

­أكد اتحاد "بوند" الألماني لحماية البيئة أن ألمانيا تهمل قطاع الزراعات العضوية الخالية من الأسمدة الصناعية والمبيدات، على الرغم من زيادة الإقبال عليها. وقال الخبير الزراعي للاتحاد في ولاية ميكلينبورغ فوربومرن شرق ألمانيا، بوركهارد رولوف في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد إن ألمانيا تستورد نحو 50 بالمائة من استهلاكها من المنتجات العضوية من الخارج خاصة الألبان والحبوب، التي تستوردها ألمانيا بشكل أساسي من الدانمارك والنمسا. وأشار رولوف إلى أن مساحات الزراعات العضوية في ألمانيا قليلة وأن المزارعين يفتقدون للحوافز الحكومية للانتقال لإنتاج المزروعات العضوية خاصة في ظل تزايد أسعار الحبوب التقليدية والنباتات، التي تستخدم في إنتاج الطاقة في الأوقات الحالية.

دعوة إلى المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع

ودعا رولوف صناع القرار السياسي في ألمانيا للعمل على تغطية الحاجة المتزايدة في ألمانيا للمنتجات العضوية وألا تنتقل الاستثمارات في هذا القطاع إلى خارج ألمانيا. كما أشار رولوف إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع المنتجات العضوية في ألمانيا بلغ 5.3 مليارات يورو عام 2007، أي بزيادة 15 بالمائة مقارنة بعام 2006. وعزا الخبير الألماني هذا النمو بشكل رئيسي إلى محلات التجزئة التي بدأت الانتقال تدريجيا إلى الاقتصار على بيع المنتجات العضوية، مضيفاً بالقول: "ويتزايد عدد الناس الذين يفضلون السلع الغذائية التي ليس عليها تحفظات صحية".

ويرى رولوف أن المجتمع لم يعد قادرا على تحمل التبعات المالية للزراعة الصناعية سواء بالنسبة للأمراض المترتبة على أسلوب التغذية أو بالنسبة للأضرار البيئية المترتبة على استخدام الأساليب الصناعية في الزراعة، مثل الإكثار من الأسمدة الصناعية في التربة والمبيدات الحشرية والمنشطات الزراعية "في حين أن تأثير الزراعة العضوية إيجابي على التربة والمياه والمناخ، إذ أنها تحافظ على هذه العوامل وتحسن من خصوبة التربة".

كما أشار الخبير الألماني إلى الهواء السيئ، الذي ينتج عن تربية الخنازير بالأساليب الصناعية والمبالغة في تسميد التربة بأسمدة صناعية مما يؤدي إلى تلوث المياه، مضيفاً أن "الزراعات العضوية أكثر فعالية وأكثر محافظة على الثروات الطبيعية من الأساليب التقليدية في الزراعة". وفي السياق نفسه أكد رولوف أن الزراعات الطبيعية توفر المزيد من فرص العمل.