إيطاليا تودع الأسطورة روسي بعد أيام من رحيل مارادونا
١١ ديسمبر ٢٠٢٠فقدت إيطاليا أحد أساطيرها في نهائيات كأس العالم بوفاة مهاجمها باولو روسي، هداف مونديال عام 1982 في إسبانيا عندما توج منتخب بلاده بطلا، بعمر 64 عاما. وأعلنت فيديريكا كابيليتي زوجة روسي أمس الخميس (العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2020) وفاته عبر حسابها على إنستغرام، ناشرة صورة لهما أرفقتها بشعار القلب تحت عبارة "إلى الأبد". وتابعت "لن يكون إطلاقا أي شخص آخر مثلك، فريد، مميز".
وقالت كابيليتي لصحافيين خارج مستشفى لي سكوتي في سيينا، حيث وافت روسي المنية "لم يكن يريد الرحيل، عانقته بشدة وقلت له "باولو، اذهب الآن، لقد عانيت كثيراً". وأضافت "ليس من السهل تلخيص من كان باولو في بضع كلمات. شخص فريد، مليء بالتفاؤل حتى في أصعب اللحظات، شخص رائع ولكن بسيط في الوقت نفسه". وأشارت إلى أن تشييع روسي سيقام في مدينة فيتشنتسا بشمال شرق إيطاليا، قبل إعادة رماد بقاياه إلى مسقط رأسه في توسكانا.
ونعت الصحف الإيطالية روسي الملقب "بابليتو" و"توريرو". وقالت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" "باولو روسي، الشاعر المحبب لكرة القدم الذي أسعد ايطاليا بأكملها عام 1982 قد رحل". أما صحيفة "لا ريبوبليكا" فاعتبرت بان روسي كان "اللاعب الذي أبكى البرازيل وقاد كتيبة المدرب انزو بيرزوت إلى إحراز اللقب العالمي" في إشارة الى تسجيل روسي ثلاثية في مرمى الـ"سيليساو" (3-2) في الدور الثاني من مونديال إسبانيا عام 1982 ليقصي الأخير من المنافسة، قبل أن يسجل هدفين آخرين في نصف النهائي في مرمى بولندا (2-صفر) وهدفا في المباراة النهائية ضد ألمانيا الغربية (3-1) ليتوج هدافا للبطولة برصيد 6 أهداف.
"بطل لا ينسى"
وعلق زميله في المنتخب اللإيطالي بطل العالم فولفيو كولوفاتي على وفاة روسي بقوله "جزء مما كان يربطنا ذهب مع رحيله، جزء من حياتي ذهب معه". أما رئيس الرابطة الإيطالية لكرة القدم باولو دال بينا فقال "باولو روسي جعلنا فخورين أن نكون إيطاليين، كان بطلا للجميع. الدوري الإيطالي يبكي أحد اللاعبين الأبديين في تاريخ كرتنا".
بدوره نعى رئيس الوزراء الايطالي جيوزيبي كونتي، روسي بقوله "خلال صيف عام 1982، قدم بفضل أهدافه الحلم لأجيال عدة. كان رمزًا للفريق ولإيطاليا المتحدة والقوية، القادرة على التفوق على منافسين من الطراز العالمي. وداعًا باولو روسي، بطل لا يُنسى. ستظل إيطاليا بأكلمها تذكرك بعطف". وتأتي وفاة روسي بعد أسبوعين على رحيل الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي كان توج بطلا للعالم عام 1986.
ولم يكن من المفترض أن يخوض روسي مونديال 1982 بعد أن كان أحد الاشخاص المتهمين بفضيحة رشوى عرفت بقضية "توتونيرو" وجرى خلالها التلاعب بنتائج بعض المباريات ما أدى الى إيقافه ثلاث سنوات، لكن القضاء الإيطالي خفف عقوبته وتم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب للمشاركة في كأس العالم وسط تشاؤم من الصحف وأنصار المنتخب على قدرته في مساعدة منتخب بلاده.
وشكل إلى جانب الفرنسي ميشال بلاتيني والبولندي زبيغنييف بونييك ثلاثيا ناريا في خط هجوم يوفنتوس وكان موسم 1983-1984 الأفضل له في صفوف الفريق ففاز بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) بالإضافة إلى كأس الكؤوس الأوروبية والكأس السوبر الأوروبية، وفي عام 1985، توج يوفنتوس بطلا لأوروبا للمرة الاولى في تاريخه خلال المباراة النهائية الرهيبة التي شهدت مأساة ملعب هيسل في بروكسل عاصمة بلجيكا وذهب ضحيتها 39 شخصا وكانت الاخيرة لروسي في صفوف يوفنتوس. وقال عنه بلاتيني لوكالة فرانس برس "كان باولو صديقًا، شخصًا من ذهب: عامل خير، متواضع وذكي. سيبقى دائمًا في ذاكرة هذا الفريق (يوفنتوس) وجميع أنصار النادي الأسود والأبيض".
اعتزل روسي عام 1987 بعمر الحادية والثلاثين بعد أن خاض حوالي 400 مباراة في الدوري الإيطالي سجل خلالها 154 هدفا، و48 مباراة دولية سجل فيها 20 هدفًا.
هـ.د، ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)