أنفلونزا الطيور تصل إلى ألمانيا
بعد اكتشاف حالات مرض بأنفلونزا الطيور في اليونان وإيطاليا والنمسا وصل المرض الآن إلى ألمانيا. ودعا رئيس معهد روبرت كوخ انستيتوت العلمي المشهور في ألمانيا أن هذا الخبر يجب أن لا يتسبب في قلق عام لدى الناس وإنما لاتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من انتشار هذا المرض. وذكرت متحدثة باسم الوزارة أن نتيجة الفحص الأولي كانت ايجابية بالنسبة لاثنين من أربع بجعات نافقة عثر عليها في جزيرة روغين الواقعة في بحر البلطيق.
من جانبها أكدت إلكه راينكينغ المتحدثة باسم معهد فريدريش لوفلر البيطري في غرافسفالد "أن البجعتين النافقتين هما من نوع من البجع الذي لا يغادر الجزيرة." وتابعت قائلة إنه يحتمل أن يكون البط المهاجر هو الذي نقل العدوى إلى طيور البجع في الجزيرة. ولم تستبعد راينكينغ احتمال قدوم طيور البجع من روسيا هرباً من موجة البرد القارصة التي اجتاحت روسيا في الأسابيع الماضية.
ردود فعل ألمانية...
قال وزير الزراعة وحماية المستهلك هورست زيهوفر إن "كل المؤشرات تدل على أن الطيور المصابة تحمل فيروس H5N1 الخطير" وتابع قائلاً للتلفزيون الألماني زد دي إف الأربعاء: "ألمانيا يجب أن تتخذ كافة الإجراءات للحد من انتشار هذا المرض ووصوله إلى المداجن." ولذا يريد زيهوفر إصدار أمر بحظر خروج الطيور من المداجن والحظائر من يوم الجمعة القادم. وتريد الحكومة الألمانية تخصيص عشرين مليون يورو لتوظيفها في مجال الأبحاث والإجراءات الوقاية من هذا المرض. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الألمانية كلاوس فاتر اليوم الأربعاء في برلين إن "شركتين ألمانيتين تستطيعان تطوير مادة تطعيم استعداداً لحالة انتشار جانحة أنفلونزا الطيور لدى البشر". وتخطط الوزارة لتوفير 160 مليون علبة لقاح أي علبتان لكل مواطن، ولا يمكن تطوير مادة اللقاح ضد الفيروس إلا في حال ثبت وجوده لدى البشر وأنه قادر على الانتقال من إنسان إلى إنسان آخر. وتعد ألمانيا من الدول الرائدة في مجال تطوير مادة لقاح ضد هذا الفيروس الفتاك الذي لم يؤكد حتى الآن إمكانية انتقاله من شخص إلى آخر.
...وأوروبية
إزاء تزايد الإصابات بأنفلونزا الطيور بين الطيور البرية سارع الاتحاد الاوروبي في النظر في الاجراءات الواجب اتخاذها لحماية دواجنه.
فيعقد خبراء بيطريون من الدول ال25 اليوم الاربعاء اول اجتماع على هذا المستوى للبحث في اجراءات قتل الدواجن الواجب اتخاذها في المزارع حيث تسجل اصابة أو اكثر بانفلونزا الطيور. وفيما اكتفت المفوضية الاوروبية في الوقت الحاضر باجراءات محصورة جغرافيا تقوم
على عزل الدواجن في دائرة شعاعها ثلاثة كيلومترات حول المواقع التي عثر فيها على بجعات برية تحمل الفيروس فان عددا من الدول الاعضاء تعمد منذ الان الى عزل تام لدواجنها. واعلنت المانيا عن عزل عام لدواجنها ابتداء من 20 شباط/فبراير.
على نفس الصعيد اعلنت كل من الدنمارك والسويد والنروج عن عزل دواجنها على الصعيد الوطني او المحلي. وقال ستين مورتنسن رئيس قسم الوقاية ومراقبة الامراض في وزارة الزراعة الدنماركية لوكالة فرانس برس "نطلب من جميع مربي (الدواجن) والافراد عزل دواجنها
في الداخل حتى اشعار آخر من باب الحيطة"، موضحا ان الاجراء تقرر "بعد ان تاكد هذا الصباح في المانيا ان الطيرين النافقين في روغن كانا يحملان الفيروس اتش5 ان1". كذلك قررت الحكومة السويسرية الاربعاء عزل الدواجن على اراضيها. ومن المحتمل ان تقرر فرنسا، المصدر الاول للدواجن في الاتحاد الاوروبي، العمل بنصيحة وكالتها للامن الغذائي التي اوصت امس الثلاثاء بعزل الدواجن "عند الامكان".
كما قال فيليب تود المتحدث باسم المفوض الاوروبي للصحة ان الخبراء الأوروبيين سينظرون للمرة الأولى في الإجراءات الواجب اتخاذها في حال اصابة احد الدواجن، ومنها قتل جميع الدواجن واتلاف كل البيض في المزرعة المعنية. وأضاف تود انه في حال ظهور أعراض المرض في مزارع مجاورة، فان الإجراءات نفسها تطبق فضلا عن فرض الاطباء البيطريين مراقبة مشددة على المزرعة المعنية. وحذرت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) من مخاطر تزايد الاصابات بانفلونزا الطيور في اوروبا في الربيع بسبب حركة الطيور المهاجرة. لكنها رأت في المقابل ان "الهلع الحالي الذي ينتاب اوروبا غير مبرر اطلاقا" معتبرة ان "اجراءات المراقبة جيدة والدجاج المعروض للاستهلاك آمن تماما". كما اشار رئيس الاجهزة البيطرية في الفاو في ايطاليا الى ان "امكانية انتقال المرض من الطيور البرية الى الانسان لم يثبت يوما"، مشددا على انه تم اتخاذ كل تدابير الحيطة اللازمة من خلال فرض رقابة طبية على كل الاشخاص الذين لامسوا حيوانات مريضة.
نبذة عن انتشار مرض أنفلونزا الطيور
يعد مرض أنفلونزا الطيور من الأمراض المعروفة منذ مئات السنين لكنه تفشى في نهاية 2003 في الدواجن في دول جنوب شرق آسيا واضطر المسئولون هناك إلى قتل وحرق الملايين من الدجاج. والأمر المقلق هو أن هذا المرض يمكن ان ينتقل إلى البشر وتوفي حتى الآن 91 شخصاً على الأقل.
وفي مطلع 2004 رُصدت حالات إصابة بأنفلونزا الطيور في الصين وتايوان واليابان وكمبوديا ولاوس. كما ظهرت حالات في ماليزيا واندونيسيا وفي آب/أغسطس 2005 واكتشف الفيروس في روسيا وكازاخستان وتركيا والعراق وفي أوروبا وصل إلى رومانيا واليونان وايطاليا وبلغاريا والنمسا والآن الإصابتان المذكورتان على جزيرة روغين في شمال ألمانيا.
سمير مطر