ألمانيا في صدمة بعد انهيار منتخبها أمام السويد
١٧ أكتوبر ٢٠١٢كتب غاري لينيكر مهاجم إنكلترا السابق في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" للتواصل الإجتماعي على الإنترنت يقول: "إن كرة القدم لعبة بسيطة يركل فيها 22 رجلا الكرة لمدة 90 دقيقة تقريبا وفي النهاية يضيع الألمان تقدمهم بأربعة أهداف". وكان ميروسلاف كلوزه ومسعود أوزيل وباقي زملائهم بالمنتخب الألماني فرضوا سيطرتهم تماما على لقائهم مع السويد يوم أمس (الثلاثاء 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) بأداء راق ليتقدموا بأربعة أهداف نظيفة في برلين بعد مرور 58 دقيقة من المباراة ، وبدوا في طريقهم لتحقيق فوز كبير آخر بعد أربعة أيام من تغلبهم 6/1 على أيرلندا بالتصفيات نفسها. ولكن ما حدث لاحقا يمكن وصفه بأنه أحد أكبر الانهيارات لأحد القوى العظمى بعالم كرة القدم حيث انتفض المنتخب السويدي بقيادة مهاجمه زلاتان إبراهيموفيتش ليتعادل 4/4 أمام مضيفه المرتبك.
ردود فعل إعلامية غاضبة
وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية الواسعة الانتشار اليوم موجها نحو يواخيم لوف مدرب ألمانيا ولاعبيه حيث قال: "يوغي ، كان ذلك حماقة". بينما تحدثت صحيفة "زويدويتشه تسايتونج" عن إشارات "منذرة" بأن أزمة ما بعد بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2012" قد تكون أخطر مما كان يعتقد في البداية. لاشك في أن خط هجوم المنتخب الألماني الحالي يعتبر واحدا من أفضل خطوط الهجوم في العالم. وأضاف ماركو ريوس المزيد من الموهبة إلى هجوم ألمانيا حيث سجل هدفين لبلاده أمام أيرلندا وصنع الهدفين الأولين لكلوزه مساء أمس.
ولكن مباراة السويد أثبتت من جديد أن دفاع ألمانيا مازال أبعد ما يكون عن الاستقرار عندما يتعرض للضغط وأن حارس مرمى الفريق مانويل نيوير ليس بمنأى عن الخطأ وأن كل لاعب يحتاج لأن يبذل أقصى ما لديه من جهد في كرة القدم الحديثة للمحافظة حتى على أكبر تقدم بالمباراة.
وقال لوف: "إنه درس لكل العصور، ارتكبنا أخطاء عديدة في آخر نصف ساعة من المباراة. لم يعد هناك نظام ، وسادت الاضطرابات في اللقاء". وأضاف: "يجب أن نتعلم أننا لا يجب أن نتهاون في المباراة عندما نكون متقدمين. بوسعنا أن نلعب بمستوى مذهل عندما نكون في قمة تركيزنا. ولكن وقتها، إذا بدأت تبطئ من سرعتك فقد تتعرض لمثل هذه الأمور".
إحباط في صفوف المانشافت
وقال فيليب لام قائد منتخب ألمانيا: "هناك شيء خطأ عندما تتقدم 4/ صفر ثم تتعادل 4/4. يدخل هدف مرماك ثم يدخل هدف آخر وفجأة ينهار كل شيء. لا يمكن أن يحدث ذلك لفريق كبير".كما لم يجد لاعب خط الوسط باستيان شفاينشتايغر ما يعبر به من كلمات عن مباراة أمس. وقال شفاينشتايغر: "الجميع شعروا ببعض الإطمئنان وقللوا درجة من مستوى أدائهم. لا يتطلب الأمر أكثر من لاعبين اثنين أو ثلاثة لا يبذلون قصارى جهدهم. ولكن هنا كان الكل متراخيا في أدائه". وأكد لوف أنه لم تكن لديه أي فرصة للتأثير على المباراة من خارج الملعب وإن كانت التغييرات التي أجراها المدرب الألماني أثارت دهشة الكثيرين.
فقد اختار لوف أن يدفع باللاعب ماريو جويتسه ذو النزعة الهجومية والمهاجم لوكاس بودولسكي بدلا من هيكو فيسترمان أو ربما بينيدكت هويفيديس اللذين يمكن الاستعانة بهما كلاعبي خط وسط متأخرين وكان بإمكانهما تحقيق بعض الاستقرار لخط دفاع الفريق. ولكن هاذين اللاعبين لم يلعب أي منهما لألمانيا مؤخرا ، وقد افتقد الفريق بشدة لاعبه المصاب سامي خضيرة.
تفاؤل القيصر
وتردد كلام عن أن روح الفريق الألماني خلال بطولة الأمم الأوروبية السابقة "يورو 2012"، التي ودعت ألمانيا منافساتها من الدور قبل النهائي على يد إيطاليا، لم تكن جيدة كما كانت في أوقات سابقة. بينما اضطر لوف للاعتذار هذا الأسبوع عن انتقاده للظهير الأيسر مارسيل شميلتزر (الذي أصيب أمس الثلاثاء) قبل مباراة أيرلندا.
لقد أثبتت مباراة أمس أن ألمانيا مازال أمامها طريق طويل إذا كانت تريد إحراز أول لقب كبير لها ، منذ بطولة الأمم الأوروبية يورو 1996.ولكن هناك شخص واحد فقط لم يرد تضخيم حجم نتيجة مباراة أمس وهو أسطورة الكرة الألمانية فرانز بيكنباور. فقد صرح بيكنباور لشبكة "سكاي" التليفزيونية قائلا: "كان هذا فعل يتسم بالاستهتار لن يتكرر من جديد. وأستطيع فقط أن أقول إن مثل هذه الأمور مازالت واردة في كرة القدم الحديثة".
ر.ن/ أ.ح (د ب أ)