ألمانيا: حوالي ألفي حادثة معادية للإسلام والمسلمين في 2023
٢٤ يونيو ٢٠٢٤أوضح تقرير أعده "التحالف المناهض لمعاداة المسلمين" المعروف اختصارا بـ "تحالف كليم Claim" الذي تدعمه وزارة الأسرة الاتحادية وتم طرحه في برلين اليوم الاثنين (24 يونيو/ حزيران 2024) أن معدل الحوادث المعادية للإسلام والمسلمين يعادل أكثر من خمس حالات يوميا. بيد أن التقرير لا يتضمن التصريحات المعادية للمسلمين على الإنترنت. وبذلك يكون عدد هذه الحوادث زاد بأكثر من الضعف مقارنة بعددها في عام 2022 الذي تم فيه تسجيل 898 حادثا.
ومن بين تلك الوقائع محاولة إحراق مسجد في مدينة بوخوم بعد وضع علامة الصليب المعقوف عليه وإطلاق النار على باب منزل تقطنه أسرة مسلمة من جار يميني متطرف بولاية ساكسونيا ودفع امرأة على قضبان قطار في برلين بعد أن سُئلت عما إذا كانت تنتمي إلى حركة حماس.
ويمثل ذلك قفزة في مثل هذه الوقائع نسبتها 114 بالمئة في 2023، مع تصاعد الحوادث على وجه الخصوص بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس. ويذكر أن حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وجاء في التقرير أن السلطات لا تولي هذه الظاهرة اهتماما كافيا، بل إنها تنكر وجودها، إذ أن الأحزاب الرئيسية باتت تتبنى سياسات الأحزاب اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام والتي زادت شعبيتها.
وقفز حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، الذي ينص في برنامجه على أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي خلال العام الماضي، مما دفع الأحزاب الرئيسية إلى التحدث بشكل أشد صرامة إزاء الهجرة. ويعتقد "تحالف كليم" من حيث المبدأ أن هناك عددا كبيرا من الحوادث المعادية للمسلمين لم يتم تسجيلها.
من جانبها، قالت مديرة "تحالف كليم"، ريما حنانو إن "التربة الخصبة للعنصرية صارت أكبر بكثير للغاية. وصارت العنصرية المعادية للمسلمين اليوم مقبولة اجتماعيا بشكل أكبر من أي وقت مضى وهي تأتي في الواقع من وسط المجتمع". وأضافت حنانو "لم تعد الشوارع أو الحافلات أو المساجد أماكن آمنة للمسلمين أو الذين يبدو من مظهرهم أنهم مسلمون..".
وذكر التقرير أن الوقائع المسجلة، والتي من المحتمل أن تكون غيضا من فيض نظرا للخوف من الإبلاغ عنها وعدم كفاية المؤسسات الرقابية، تضمنت 90 هجوما على مواقع دينية إسلامية ومقابر ومؤسسات أخرى تخص المسلمين.
ويشير التقرير إلى أن حوالي ثلثي الحالات الموثقة في عام 2023 كانت تعديات لفظية، ومن ذلك التحريض والإهانات، مثل إرسال رسائل تهديد إلى مطاعم أو مطاعم وجبات خفيفة ينظر إلى أصحابها على أنهم مسلمون. وذكر التقرير أنه تم وقوع ما مجموعه 90 هجوما على مثل هذه الأماكن ومؤسسات دينية.
وبالإضافة إلى 1277 تعديا لفظيا، تضمن التقرير وقوع 363 حالة تمييز و286 حالة من "السلوك المؤذي". وتشمل الفئة الأخيرة 178 حالة اعتداء جسدي و4 محاولات للقتل و93 حالة إتلاف ممتلكات و5 حالات حرق متعمد و6 جرائم عنف أخرى.
وينمو عدد السكان المسلمين في ألمانيا سريعا، وخصوصا منذ تدفق المهاجرين في الفترة بين عامي 2015 و2016، ويبلغ إجمالي عددهم الآن 5 مليون أو 6.6 بالمئة من إجمالي السكان.
ويشير تقرير كليم إلى زيادة 140 بالمئة في جرائم رُهاب الإسلام التي سجلتها وزارة الداخلية العام الماضي، كما أظهر استطلاع أن واحدا من كل اثنين من الألمان لديه آراء معادية للإسلام. وتشير الحكومة الألمانية ومنظمات غير حكومية إلى أنوقائع معاداة السامية زادت أيضا في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ، رويترز)