أحوال الطقس تهدد إطلاق المكوك الفضائي ديسكفري
١ يوليو ٢٠٠٦هددت عواصف رعدية خطط وكالة الفضاء والطيران الامريكية ناسا لاطلاق المكوك الفضائي ديسكفري اليوم الاحد(2 يوليو/تموز 2006) في مهمة تعتبر حرجة لمستقبل برنامج المكوك الفضائي الامريكي والمحطة الفضائية الدولية التي لم يكتمل بناؤها. فقد تكهن خبراء أرصاد بوكالة ناسا باحتمال بنسبة 70 في المئة أن ترجيء الاحوال الجوية اطلاق المكوك مثلما أرجأت اطلاقه الذي كان مقررا امس السبت. وشوهدت ومضات من البرق قبل الفجر في كيب كنافيرال حيث يوجد مركز كنيدي الفضائي. ولم يشر المركز الى أي مشاكل أخرى فيما بدأ عمال وكالة الفضاء والطيران الامريكية عملية تزويد خزان الوقود الهائل للمكوك بالهيدروجين السائل والاوكسجين السائل فائقي البرودة. ومن المقرر اطلاق المكوك في الساعة الساعة السابعة و26 دقيقة مساءً بتوقيت جرينتش.
وهذه ثاني رحلة لمكوك فضائي منذ كارثة المكوك كولومبيا عام 2003. واذا وقعت كارثة أو حادث اخر فان ذلك من شأنه أن يلغي البرنامج. وتسعى ناسا لارسال 16 بعثة بهدف الانتهاء من بناء المحطة الفضائية التي تبلغ تكلفتها مئة مليار دولار قبل أن توقف العمل ببرنامج المكوك الفضائي في عام 2010. وقال مايك لاينباتش مدير عملية الاطلاق "لا يمكننا التحكم في الطقس ولدينا قواعد صارمة للغاية. لن نطلق هذه المركبة ما لم يكن ذلك امنا." واحتلت عناصر أمان المكوك أولوية في برنامج المكوك منذ كارثة كولومبيا التي راح ضحيتها سبعة من رواد الفضاء. وأعادت ناسا تصميم خزان الوقود الخاص بالمكوك مرتين بعدما كان السبب في الحادث.
ذكريات الماضي حاضرة في الاذهان
شكل حادث انفجار المكوك كولومبيا كارثة كبيرة لناسا في عام 2003 وكان السبب في ذلك سقوط قطع كبيرة من المادة العازلة للخزان، حيث أصابت قطع المادة العازلة المتطايرة المكوك كولومبيا والحقت به اضرارا أدت إلى تحطم المركبة أثناء عبورها الغلاف الجوي قبل الهبوط. ولاقى سبعة من رواد الفضاء كانوا على متن كولومبيا حتفهم في الحادث.
ويأمل الفريق الحالي ألا يتكرر الحادث مرة أخرى رغم الشكوك التي تساور بعض المسؤولين والمختصين في الوكالة. ويقول رائد الفضاء مارك كيلي الذي سيكون أحد رواد الفريق في المهمة الحالية للمكوك إن التعديلات كافية الآن: "كانت أكثر التعديلات تكمن في إيجاد الطريقة الأمثل لعزل خزان الوقود، وقمنا بنزع أجزاء من المادة العازلة كي لا تتطاير قطع كبيرة منها وترتطم بالمكوك لكننا نعتقد في الوقت ذاته أن بعض أجزاء التغليف ستنحل عن درع المكوك ونأمل أن تكون قطعاً صغيرة فقط." وقال مايكل جريفين مدير ناسا الاداري في مؤتمر صحفي انه "حتى لو سقطت بعض القطع فان طاقم المكوك لن يتعرض للخطر." ووضعت ناسا منذ كارثة كولومبيا ملاذا آمنا لرواد الفضاء داخل محطة الفضاء الدولية يلجأون اليه في حال اصيبت مركبتهم باضرار تحول دون عودتها بسلام الى الارض.
رائد ألماني ضمن الطاقم
أما الملفت للنظر من الجانب الأوروبي في هذه الرحلة هو أن رائد الفضاء الألماني توماس رايتر سيكون أحد أعضاء الفريق. ويعد رايتر أول ألماني ينطلق إلى محطة الفضاء العالمية ISS وأول أوروبي له خبرات طويلة في الفضاء حيث مكث ستة أشهر في محطة مير الروسية بين عامي 1995 و1996. ويقول عن برنامج عمله هناك: "لدينا برنامج علمي شامل سأقوم بإنجازه يتضمن 19 تجربة في مجال الفيزياء والفلك الفيزيائي والبيولوجيا والطب البشري." ومن المفترض أن يعود رايتر إلى الأرض في نهاية العام مع رحلة أخرى للمكوك ديسكفري. ويتوقع الخبراء أن تطلق وكالة الفضاء الأوروبية المختبر كولومبوس إلى الفضاء في العام القادم ليلتحم بالمحطة الفضائية ISS ليصبح جزءا ثابتاً فيها. وسيتم توسيع طاقم المحطة بعد ثلاث سنوات حيث سيبقى فيها رائد فضاء ممثلاً دول الاتحاد الأوروبي وذلك حسب الخطة الموضوعة للمحطة.
ويرى مراقبون ان تأجيل الإطلاق سيضع مزيدا من الضغط على برنامج المكوك الذي يتعين أن ينتهي من بناء المحطة الفضائية قبل احالة برنامج المكوك الفضائي الى التقاعد. ولا يمكن لمركبة أخرى أن توصل وتركب بقية أجزاء المحطة الفضائية ومختبراتها. وتعتزم الوكالة اجراء رحلتين أخريين هذا العام ثم أربع رحلات كل عام الى أن ينتهي بناء المحطة ويحال برنامج المكوك الفضائي للتقاعد. وكانت ناسا تأمل في استئناف بناء المحطة العام الماضي ولكن ظهر عطل في خزان الوقود في أول طيران تجريبي. وتوقف العمل في المحطة الفضائية لنحو اربع سنوات فيما عاد اكثر من مكوك فضائي الى الارض للخضوع لاصلاحات.
دويتشه فيله + وكالات/ إعداد سمير مطر