أحد ثوار"يوم الغضب": مازلنا نطالب بحل مجلس الشعب وتعديل الدستور
١١ فبراير ٢٠١١نجحت ثورة الشباب في مصر في إجبار الرئيس حسني مبارك على التخلي عن منصب رئيس الجمهورية. وكان تصميم المتظاهرين في المدن المصرية على أن هذه الثورة هي ثورة غير مسيسة ولا يهيمن عليها حزب بعينه واضحا جدا، أي أنها انتفاضة شعبية سلمية دون أن يكون وراءها قيادة سياسية. دويتشه فيله أجرت حوارا خاصا مع الناشط محمود عادل الحتة، المنسق الإعلامي للحملة الوطنية للتغيير "شباب من أجل التغيير" وأحد الفاعلين في ثورة "يوم الغضب" التي انطلقت في 25 يناير 2011.
دويتشه فيله: أنت حاليا متواجد في ميدان التحرير وسط القاهرة، هل تمت الاستجابة إلى مطالب المتظاهرين وفق رأيك؟
جزء كبير من هذه المطالب وبالتحديد المطلب الأساسي تم الاستجابة إليه، وهو رحيل الرئيس حسني مبارك. ونحن نثق في قدرة المؤسسة العسكرية على قيادة البلاد خلال فترة انتقالية إصلاحية. أعتقد أن هذا الحل كان مرضيا لجميع الأطراف، كما أحب أن أقول أن الأجواء هنا من وسط ميدان التحرير هى أجواء احتفالية. وحتى الذين لم يشاركوا الأيام الماضية في المظاهرات والاعتصامات لا يزالون متواجدين حاليا في الشوارع احتفالا بهذا الحدث وبثورة الشعب المصري.
وما هي الخطوات التي تنون اتخاذها بعد قرار تنحي حسني مبارك؟
أول خطوة لنا حاليا هي الاحتفال بهذا النصر. أما الخطوة الثانية فهي ستكون المراقبة والمتابعة. فنحن مازلنا لنا مطالب وننتظر حل مجلس الشعب وتعديل الدستور وإرساء قواعد الديمقراطية من أجل إجراء نتخابات حرة ونزيهة. سنظل باقين هنا ونراقب. سنظل نصحح المسارات من أجل تحقيق كافة هذه المطالب.
كما أحب أن أقول لك أننا لم نعد نتمنى فقط أن يكون لدينا رئيس منتخب ديمقراطيا، بل إن الشعب المصري يعيش انتفاضة رائعة هي التي ستكون القوة المقاومة لأي مظهر من مظاهر الفساد ولن تسمح بتصنيع ديكتاتور جديد لمدة ثلاثين عاما أخرى.
ولكن إعلان التنحي لم يوضح إذا كان تولي الجيش للسلطة سيكون كمرحلة انتقالية فقط، حيث تسود مخاوف من أن تخضع مصر لحكم عسكري؟
كل هذه الأشياء سيتم توضيحها في الساعات المقبلة حين يعلن الجيش بياناته. وأحب أن أوضح لك شيئا وهو أن عام 1952 ليس مثل 2011. فهذه ثورة شعبية شبابية في المقام الأول وبالتالي فإن فكرة "حكم العسكر" لن تتكرر مرة أخرى. أعتقد أن الجيش في الأيام المقبلة سيتواصل مع كافة القوى السياسية في الشارع المصري.
وهل تعتقد أنه سيتواصل ويتعاون مع الأحزاب التقليدية المعروفة والتي تصنف على أنها "أحزاب كرتونية"؟
أعتقد أن هذه الأحزاب ستكون موجودة خلال الحوار مع الجيش المصري ولكن في النهاية سيكون القرار للشعب. كما أظن أن التفاوض الأقوى سيكون مع الحركات الشبابية السياسية، التي قامت بهذه الثورة بالفعل والتي كان لها الدور الأبرز في كل مراحلها. فنحن لم نكن نعتمد على الأحزاب، التي كانت متوفرة خلال عهد مبارك ولذلك كنا نلجأ إلى الحركات الشبابية لممارسة العمل السياسي وممارسة التغيير والإصلاح.
أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل
مراجعة: لؤي المدهون