أبو ظبي: شركات ألمانية تشارك في بناء أول مدينة بيئية في العالم

بمشاركة ألمانية فاعلة اختتمت اليوم الأربعاء (23 يناير/كانون الثاني) فعاليات مؤتمر طاقة المستقبل WFES الذي نظمته إمارة أبو ظبي واستضاف حوالي 3000 خبيرا وممثلا لشركات ومعاهد أبحاث الطاقة البديلة في العالم. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في ظل إعلان شركة أبوظبي لطاقة المستقبل MASDAR عن بدء مشروعها الأول من نوعه في العالم لإنشاء مدينة بيئية تعتمد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية ولا تنتج أي نفايات أو انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب تغير المناخ العالمي. وستحمل المدينة الجديدة إسم "مصدر".

أبو ظبي تستقطب مراكز أبحاث عالمية

وشاركت ألمانيا في هذا المؤتمر من خلال عدد من الشركات والمعاهد وأهمها مركز أبحاث الطيران والفضاء الألماني DLF. وفي مقابلة مع موقعنا قال رئيس وحدة أبحاث الطاقة الشمسية في المركز البروفيسور روبرت بيتسبال: "إن المركز عضو في شبكة الأبحاث الدولية التابعة لشركة أبو ظبي للطاقة والتي تضم معاهد مرموقة أخرى مثل جامعة إم أي تي MIT الأمريكية".

ويرتكز عمل مركز أبحاث الطيران والفضاء الألماني في أبو ظبي على تطوير محطات حرارية لإنتاج الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية. وبين بيتسبال في معرض حديثه أن إمارة أبو ظبي مهتمة بشكل خاص بهذه التقنية. وأعلن مسؤولو الإمارة خلال المؤتمر أنه بصدد بناء محطة من هذا النوع بقوة 100 ميغا واط. وأشار الخبير أن هناك شركات ألمانية تطور حاليا مثل هذا النوع من المحطات وهي ممثلة أيضا في المؤتمر، من بنها شركة شوت رورغلاس Schott-Rohrglass التي تنتج تقنيات متقدمة تستخدم في بناء مثل هذه المحطات.

مدينة خالية من السيارات

وتوقع بيتسبال أن تتمكن أبو ظبي من بناء مدينة "مصدر" البيئية، خصوصا أن "الإمارة تمتلك سيولة مالية تأهلها لإنجاز هذا المشروع الرائد"، موضحا أن بناء هذه المدينة الجديدة يحظى بفرص نجاح جيدة، لاسيما أنها ستصمم منذ البداية بأسلوب موفر للطاقة.

ومن المخطط أن يبلغ عدد سكان مدينة "مصدر" نحو 50 ألف شخص، وسيولي القائمون على تصميم المدينة عناية خاصة لعزل المنازل والبنايات من حرارة الصيف. فضلا عن ذلك، ستزود المدينة بمولدات كهربائية تعمل بطاقة الشمس والرياح وبأنظمة لإعادة تدوير واستخدام النفايات. كما سيتم إنشاء شبكة مواصلات عامة حديثة تربط مختلف تصل إلى كل أجزاء المدينة بحيث لا يحتاج ساكنها إلى استخدام السيارة إطلاقا.

ومن المنتظر أن تجتذب المدينة المعفية من الضرائب الشركات العاملة في قطاع الطاقة البديلة مراكز بحثية في هذا القطاع من شتى أنحاء العالم. ولم يستبعد الخبير بيتسبال أن تشكل هذه المدينة نموذجا عالميا لبناء المدن في العالم، لافتا إلى الإرادة القوية التي يتمتع بها المسؤولون في إمارة أبو ظبي وفي دول الخليج عامة لتطوير مشاريع فريدة من نوعها، إلا أنه أشار في نفس الوقت إلى أن نجاح مثل هذا المشروع سيكون مرتبطا بتكاليفه وجدواه الاقتصادية.

الدول العربية كمصدر للطاقة الشمسية لأوروبا

وفي سياق متصل أشار بيتسبال أن إنتاج الطاقة الشمسية في الدول العربية يمكن أن يجعلها موردا هاما للطاقة الكهربائية في العالم خصوصا إلى القارة الأوروبية، موضحا أن الدول العربية المنتجة للنفط تدرك حاليا أن هذا الأمر آفاقا مستقبلية واعدة خاصة إذا تم الأخذ بعين الاعتبار أن احتياطاتها من النفط ستنفذ يوما ما.

أما على صعيد الشركات الألمانية العاملة في مجال الطاقة البديلة فقد أشار الخبير أنها تواجه منافسة عالمية حادة وبحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز قدرتها التنافسية، لكنه اعتبر بشكل عام أن ألمانيا تحتل موقعا متميزا في مجال الطاقة البديلة في العالم.