آلاف الأقباط يحتشدون لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة
١٨ مارس ٢٠١٢احتشد آلاف المسيحيين اليوم الاحد ( 18 مارس/ آذار) أمام مقر كاتدرائية الأقباط الاورثودوكس بالعباسية في القاهرة، لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وتوفي البابا شنودة الثالث السبت عن عمر يناهز 89 عاما. واختير شنودة بابا الاسكندرية رقم 117 في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1971 ليتزعم الطائفة الارثوذكسية التي ينتمي إليها معظم مسيحيي مصر. وقالت وسائل إعلام محلية إن قداس الجنازة سيقام يوم الثلاثاء.
ونعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك تحت ضغط الانتفاضة الشعبية البابا شنودة. وعبر في بيان عن الأمل في "أن تتحقق أمانيه الغالية والتي عمل عليها بإخلاص وأمانة طوال حياته للحفاظ على وحدة مصر ووحدة نسيجها الوطني." ونعاه أيضا شيخ الازهر ومفتي مصر وجماعة الإخوان المسلمين. ويتولي أسقف البحيرة بوخوميوس منصب قائم مقام البابا لمدة شهرين إلى حين انتخاب بابا جديد. ونشرت الصحف اليوم العبارة التي كثيرا ما رددها البابا شنودة، وتقول "مصر ليست وطنا نعيش فيه وانما وطن يعيش فينا". واحتشد آلاف المسيحيين حول الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية بوسط القاهرة الليلة الماضية وصباح اليوم لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة.
ومن المقرر أن يدفن في دير بوادي النطرون في الصحراء شمال غربي القاهرة بناء على وصيته. وكانت العلاقات بين الحكومة المصرية والكنيسة القبطية إبان حكم مبارك سلسة بوجه عام، وينظر للبابا شنودة كرمز للتعايش بين الأديان رغم اندلاع أعمال عنف طائفية من وقت لآخر.
صدور تعازي من عدة جهات
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة منح المسيحيين العاملين في مؤسسات الدولة إجازة ثلاثة أيام لوداع البابا. وقال الأزهر في بيان إن مصر "فقدت أحد كبار رجالاتها المرموقين في ظروف دقيقة بالغة الحساسية، هو الفقيد الكبير الحبر الأعظم قداسة البابا شنودة الثالث – بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية". وأضاف البيان أن الأزهر بكل مؤسساته "يذكر للراحل الكبير مواقفه الوطنية الكبرى" و"يذكر بكل الإكبار والتقدير موقفه من قضية القدس الشريف وفلسطين العربية وصلابته في الدفاع عنها وعن تاريخها ومقدساتها".
وقال البابا بنديكت "أود أن أعرب لأعضاء المجمع المقدس وللأساقفة وأتباع البطريركية عن عميق مشاعر تعاطفي الأخوي. ووصف البابا بنديكت البابا شنودة بأنه داعية للوحدة بين المسيحيين وقال ان الكنيسة الكاثوليكية "تشاطر الأقباط الارثوذكس آلامهم." وقال الرئيس الامريكي في بيان أصدره البيت الأبيض "سنذكر البابا شنودة الثالث كرجل عميق الايمان وزعيم لعقيدة عظيمة وداعم للوحدة والمصالحة."
وقال الرئيس الامريكي في بيان اصدره البيت الابيض "سنذكر البابا شنودة الثالث كرجل عميق الايمان وزعيم لعقيدة عظيمة وداعم للوحدة والمصالحة." وقال اوباما ان شنودة كان ملتزما بالوحدة الوطنية "وزعيما محبوبا لاقباط مصر ومساندا للتسامح الديني والحوار بين الاديان." وذكر بيان اصدرته وزارة الخارجية الاسرائيلية " البابا شنودة كان زعيما روحيا بارزااسهم فيتعزيز أواصر الاخوة والتعايش في مصر"، بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت " الاسرائيلية في موقعها الالكترونية .
وأيد شنودة الرئيس السابق حسني مبارك في أيامه الأخيرة في الحكم قبل أن تطيح به الانتفاضة المصرية في فبراير/ شباط 2011 ، وهو ما أثار انتقادات من بعض أعضاء كنيسته الذين شاركوا في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المصري. وستبدأ إجراءات اختيار بابا جديد بعد الأربعين بفتح باب الترشيح، وفقا للقواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية، وليس هناك من موعد محدد أو أي سقف زمني لاختيار البابا الجديد.
( م أ م / رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي