هبوط مكوك ديسكفري بسلام بعد مهمة استغرقت 14 يوما
حط مكوك "ديسكفري" اليوم الثلاثاء في قاعدة ادواردز الجوية في كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة الأمريكية) في ختام أول مهمة لمكوك فضائي بعد مأساة مكوك كولومبيا وبعد مهمة استغرق 14 يوما اعتبرها مسؤولي وكالة الفضاء الاميركية أنها ناجحة. وهبط المكوك في الساعة 14.30 بالتوقيت المحلي بعد قلق وكالة الفضاء الأمريكية الناسا عودة المكوك. وكان رواد الفضاء السبعة على متن المكوك قد بدأوا في الاستعدادات للهبوط على الأرض أمس، فارتدوا الملابس الخاصة ثقيلة الوزن والمخصصة لحمايتهم من الإصابات في حالة حدوث حادث في هذه المرحلة الأخيرة من رحلة المكوك. كما قاموا بالاختبارات الأخيرة للآلات، وقررت قائدة المكوك إيلين كولنز البدء في رحلة العودة، حيث انفصل المكوك عن المحطة الدولية الفضائية يوم السبت الماضي .ولكن الناسا اضطرت إلى اتخاذ القرار بتأجيل الهبوط أربعة وعشرين ساعة نظراً لسوء الأحوال الجوية في محطة كيب كانافرال Cape Canaveral. وإن لم يتحسن الجو في فلوريدا طوال اليوم، فمن المقرر تغيير موقع الهبوط ليتم في كاليفورنيا أو نيومكسيكو. ويرى العاملون في الناسا أن هذا التأخير قد يقف عائقاً أمام الرحلة القادمة التي تم التخطيط لها في الثاني والعشرين من سبتمبر/ أيلول المقبل.
خوف من تكرر مأساة "كولومبيا"
لا تزال صور مأساة "كولومبيا" في 2003 محفورة في ذاكرة الكثيرين، خاصة العاملين في وكالة الناسا، والذين يخشون تكرار المأساة. لذلك يحاول الجميع أن يتم هبوط "ديسكوفري" بسلام. ويؤكد قائد الرحلة ليروي كاين أن المكوك لا يمكنه الهبوط بسلام خلال الأمطار أو العواصف. وكان كاين هو المسئول أيضاً عن هبوط "كولومبيا" والذي تعرض لحادث أثناء هبوطه لقي رواد الفضاء السبعة خلاله حتفهم. لذلك تعتبر اللحظات القادمة لحظات حرجة بالنسبة لكل العاملين بالناسا وخاصة لكاين شحصياً. وقد أعلنت وكالة الناسا أن المكوك مجهز بغطاء عازل، مما يؤمن عملية الهبوط والتي ترفع من درجة الحرارة بشكل كبير، وهو الأمر الذي أدى إلى احتراق "كولومبيا" في عام 2003.
مهمة ناجحة
وبدأ "ديسكوفري" رحلته في 26 يوليو/ تموز، ليحمل إمدادات غذائية ومعدات للمحطة الدولية الفضائية ISS. وبعد انفصال المادة العازلة من خزان الوقود أثناء الإقلاع، أصيب الجميع بصدمة إلى أن تمكن رائدا الفضاء سويشي نوجوشي وستيف روبنسن من إصلاح هذا العطل في مهمة صعبة نجح في إنجازها في الفضاء، فاستطاعا إصلاح الذراع الواقي لخزان الوقود عن طريق مسدساً يطلق لصاق مشابه لسطح خزان الوقود، كما استعملا سكين طلاء لملء الثقوب بها. وتمكن نوجوشي أيضاً من إصلاح جهاز التقاط لإشارات الـGPS أو النظام الشامل لتحديد المكان. وتساهم أجهزة الـ "جيروسكوب" في الحفاظ على التوازن والتوجيه وتثبيت وضع المحطة الدولية في مكانها دون استخدام صواريخ دفع قد تستهلك الإمدادات المحدودة من الوقود في المحطة التي يوجد بها 4 من هذه الأجهزة. والجدير بذكره في هذا السياق أن هذه التجربة كانت الأولى من نوعها لإصلاح مثل هذه الاعطاب التقنية في الفضاء الخارجي، كما تكلل هذا الإصلاح بالنجاح.