نواب ألمان يروون تجربتهم مع "أسطول الحرية"
١ يونيو ٢٠١٠وجهت نائبتان ألمانيتان من حزب اليسار المعارض ونائب سابق، ينتمي للحزب نفسه، كانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلتهم مع نشطاء آخرين إثر اقتحام "أسطول الحرية" المتوجه إلى غزة، وجهوا اتهامات شديدة إلى إسرائيل. ووصف الثلاثة، ومعهما طبيب نفس ألماني وآخر فلسطيني الأصل، العملية العسكرية التي نفذتها البحرية الإسرائيلية بـ "قرصنة دولية لا مثيل لها". ومن جانبهما أدان حزبا المعارضة الآخران في ألمانيا، الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، عملية الاقتحام ووصفاها بـ "الهجوم الدموي" غير المبرر، كما طالبا بلجنة تحقيق دولية.
ستة ألمان لا يزالون قيد الاعتقال
وعادت النائبتان وزميلهما وألمانيان آخران كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة" التركية إلى برلين صباح اليوم (1/6/2010) وهم يلبسون الثياب التي كانت عليهم عند اعتقالهم وتحمل شعارات التضامن مع سكان غزة قبل نقلهم إلى مرفأ أشدود الإسرائيلي. وكانت الحكومة الألمانية قد تدخلت، من خلال سفارتها في تل أبيب، لدى السلطات الإسرائيلية للإفراج عنهم. ولا يزال ستة ألمان آخرين قيد الاعتقال دون معرفة شيء عنهم. وقالت النائبة عن حزب اليسار إنغه هوغر وهي تعرض ما حدث معها:"لقد تمكنّا من العودة لأننا نواب فيما تم زجّ المئات في السجون".
ونفت النائبة أنيته غروث والنائب السابق عن حزب اليسار نورمان بيش "مزاعم" السلطات الإسرائيلية بأن يكون النشطاء قد استخدموا سكاكين أو قضبان حديد ضد الجنود الإسرائيليين "الذين بادروا إلى إطلاق النار على المسافرين لمجرد أنهم دافعوا عن أنفسهم في المياه الدولية"، حسب كلامهما. وقال بيش، وهو قاض سابق، إنه شاهد بعض العصي القليلة جدا، التي استخدمت، معتبرا أن هذا "أمر مشروع من الناحية القانونية عندما يتعرض المرء إلى اعتداء".
النائبة هوغر: "شعرنا وكأننا في حرب أو في عملية خطف"
وطالبت النائبة هوغر إسرائيل بإطلاق سراح نحو 700 شخص كانوا على متن السفن وقدموا من نحو 30 دولة. وقالت: "شعرنا وكأننا في حرب أو في عملية خطف لنا، وهذا انتهاك للقانون الدولي مثل حصار غزة المفروض من إسرائيل". وقالت زميلتها غروث إنها وزملاؤها الذين أطلق سراحهم شهود على ما وصفته بـ"العمل الوحشي الذي خططت له إسرائيل في عرض البحر"، وطالبت حكومتها باتخاذ موقف أقوى من إسرائيل.
وبعد أن شرح بيش عملية الاقتحام، التي قامت بها البحرية الإسرائيلية، قال: "لم يكن هذا عملا للدفاع عن النفس، بل انتهاكا للقانون الدولي وجريمة حرب". وأضاف أن الحصار المفروض على غزة "غير شرعي وغير معترف به دوليا، ومع ذلك لا تتحرك أي دولة لإنهائه".
نادر السقا: "القبطان قال لنا إننا على بعد 100 ميل"
وذكر نادر السقا الفلسطيني الأصل، الذي كان على متن السفينة التركية أيضا، أن "الجميع كان ينتظر حصول شيء ما، إنما ليس بهذا الشكل العدواني، خاصة وأن السفن كانت على بعد أكثر من 100 ميل بحري عن الشاطئ حسب كلام قبطان السفينة". وحثّ السقا حكومات الدول العربية على التدخل "لإنقاذ المئات من العرب المنتمين إلى عدد كبير من الدول العربية والعمل على الإفراج عنهم حتى لا يصبحوا في حكم المنسيين".
وعما إذا كان حزب اليسار مرتاحا لموقف حكومته بعد التصريحات التي أدلت بها المستشارة أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها غيدو فيسترفيله قالت رئيسة الحزب غيزينه لوتش إن الحكومة "قامت بالقليل حتى الآن، وكان على ميركل أن تستدعي السفير الإسرائيلي فورا" مشيرة إلى أن مطالبة الوزير بفتح الحدود مع غزة وإنهاء حصارها "يعتبر تقدما، لكن من المفترض أن تتحدث الحكومة بلسان واحد".
وبعد أن شدّدت لوتش "على ضرورة الكشف الكامل عما حصل "في حق نشطاء مسالمين"، حثّت الجميع على عدم تصعيد العنف. وقالت: "لسنا بحاجة إلى عنف جديد". وعقّب بيش بالقول إنه يطالب بدوره بالكشف الكامل عما حصل على يد لجنة تحقيق دولية، لكنه أعرب عن خشيته من أن ينتهي أمرها (اللجنة) كما انتهى أمر "تقرير غولدستون" الذي أعدّته لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة بعد حرب غزة عام 2008.
الحزب الاشتراكي وحزب الخضر ينددان بالهجوم
وندد رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الاتحادي، النائب عن حزب الخضر توم كونيغز، بما وصفه "الهجوم الإسرائيلي الدموي" على المتضامنين مع غزة. وقال النائب المعارض بأن إسرائيل "بعملها غير المبرر هذا تقدم التبريرات اللازمة إلى المتطرفين وأعداء السلام على الجانبين". وقالت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، أندرياس نالس إن حزبها يرحب بتنديد مجلس الأمن الدولي بالعملية العسكرية الإسرائيلية مشيرة إلى أن المعلومات المتوافرة تفيد بأن ما جرى "لم يكن متناسبا ومرفوضا بالكامل". وطالبت بدورها بتشكيل لجنة تحقيق دولية.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: أحمد حسو