نبيل دبوسي: لن نعتذر عن حق مشروع
٤ فبراير ٢٠١٥DWعربية: انتهى قبل لحظات اجتماع الجامعة التونسية لكرة القدم للتباحث حول الرد على عقوبات الكاف والتي تضمنت إيقاف حكم مباراة تونس أمام غينيا الإستوائية لستة أشهر وعقوبات مالية بحق الاتحاد التونسي، فعلى ماذا أسفر هذا الاجتماع؟
المتحدث الرسمي للاتحاد التونسي، نبيل دبوسي: كانت الغاية الأساسية من هذا الاجتماع هي تدارس العقوبات بحق المنتخب التونسي، خاصة ما تضمنته الفقرة الأخيرة التي تقول بوجوب تقديم رسالة اعتذار من قبل الإتحاد التونسي بسبب ما اعتبره الاتحاد "صدور إيحاءات من قبله بخصوص التلاعب بالنتيجة". وفي الحقيقة فإن الاعتذار لا يتم إلا إذا كانت هناك أخطاء لكن الرسالة التي بعثناها للكاف كانت رسالة احتجاج عما صدر عن الحكم (راجيندر أبارساد) طيلة المباراة (ثمن النهائي في كأس الأمم الإفريقية بين تونس وغينيا الإستوائية البلد المنظم). طالبنا بتحقيق جدي حول ما حدث وتحديد موعد للقاء المسؤولين عن المكتب التنفيذي للكاف حتى نستطيع طرح وجهة نظرنا حول ما حدث.
لا يمكن في أية حال تقديم اعتذار عن حق مشروع للاحتجاج عما صدر عن الحكم. ونحن بصدد توجيه مراسلة للكاف، نوضح فيها موقف الإتحاد التونسي لكرة القدم، أن المراسلة السابقة تضمنت عبارات احتجاج على أداء الحكم طيلة الشوط الثاني من عمر المباراة إضافة إلى الشوطين الإضافيين.
لكن هناك أصوات داخل الاتحاد ومن بينها صوت رئيس الوفد التونسي إلى البطولة وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد هشام بن عمران، تحدثت عن "ألاعيب" الكاف، فيما ذهب اللاعب التونسي العكايشي الذي أحرز هدف التقدم لتونس في الدقيقة السبعين، إلى رحيل عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أليس هذا مساس وضرب لمنظومة تعمل الجامعة التونسية أصلا وفق لوائحها؟
لا. الاتحاد التونسي التزم بهذا الإطار ولم يخرج عنه. ربما كانت هناك سلوكيات فردية من بعض اللاعبين، لكن الاتحاد اجتمع بهم وأظهر لهم موقع الخطأ. نحن لم نكن راضين عما صدر عن بعض اللاعبين، تماما كما سعينا من خلال رسالة الاحتجاج للدفاع عن المنتخب التونسي أو الجامعة التونسية لكرة القدم، باعتبار أن هذه المظلمة هي النقطة التي أفاضت الكأس، لكونه وطيلة فترة التصفيات وفي ثلاث مباريات تعرض المنتخب التونسي إلى مظالم تحكيمية فادحة. وكان طلبنا الأساسي أن تتحرى لجنة التعيينات بشكل أدق لتحديد الطواقم التحكيمية لإدارة المباريات الهامة.
ألم تكن "المظالم التحكيمية" حاضرة أيضا في البطولة الإفريقية، لماذا لم نسمع إذا عن احتجاج الجامعة التونسية في نهائي دوري أبطال إفريقيا 1999 عندما احتسب حكم المباراة ضربة جزاء خيالية لصالح الترجي ضد الرجاء؟ كما أننا لم نسمع عن أي موقف صدر عن الجامعة التونسية بشأن واقعة "إينراموا"، اللاعب الذي أحرز هدفا بيده لكن الحكم الغاني جورج لامبتي احتسبه في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، ليودع الأهلي المصري البطولة عام 2011. فلماذا الآن وبهذه القوة، لأن تونس هي المتضررة؟
السؤال وجيه في حقيقة الأمر. هنا وجب التفريق بين شيئين أساسيين: الأخطاء الصادرة عن حسن نية وأخرى عن سوء نية. نحن أمام أخطاء متكررة طيلة الشوط الثاني وشوطي التمديد، كانت الصافرة باتجاه واحد فقط كما أن الحكم تعمد تصرفات كانت الهدف منها أن يزعزع تركيز اللاعبين التونسيين. وشتان بين خطأ تحكيمي فني وبين خطأ المقصود منه إلحاق الأضرار في حق منتخب معين. رد فعل الجامعة التونسية لكرة القدم كان قويا لوجود قناعات راسخة بأن ما حدث كان متعمدا للإضرر بالمنتخب التونسي لكرة القدم. الخسارة والفوز والأخطاء التحكيمية هي عناصر واردة جدا في مباريات كرة القدم، لكن عليها أن تصدر عن حسن نية.
من الجانب الفني، ألا ترى معي أن هناك مبالغة باعتبار أن الخطأ التحكيمي هو السبب في إقصاء تونس من بطولة الأمم الإفريقية 2015، فتونس المصنفة بالمركز 22 عالميا، لها قدرات هجومية من المفترض أن تكون قادرة على الإطاحة بفريق غينيا الاستوائية المصنف في المركز 118، والذي لم يستعد لهذه البطولة إلا قبل ثمانية أسابيع من انطلاقها!؟
هذا أمر لا يختلف فيه اثنان وبإجماع الفنيين. لكن، تحرك الجامعة التونسية لكرة القدم لا يتعلق نهائيا بالنتيجة وإنما بالأداء التحكيمي. ربما كانت هناك إمكانية لقلب كفة المباراة لصالحنا، وأهدرنها، لكن الأهم بالنسبة للجامعة هو تصرفات الحكم فقط. ومن هذه الزاوية يتوجب فهم غضبنا وامتعاضنا مما حدث. وقد استخدمنا طريقة حضارية وقانونية لهذا الغرض، وذلك عبر مراسلة الكاف وطلب جلسة توضيحية من المجلس التنفيذي داخل الإتحاد الإفريقي.
وكيف تنظرون إلى العقوبة التي أصدرها الكاف بحق حكم المباراة بإيقافه لستة أشهر؟
إنها سابقة في تاريخ الإتحاد الإفريقي الذي بات عليه أن يوضح للرأي العام لماذا وكيف تصرف هذا الحكم. وأكرر أن احتجاج الجامعة التونسية وما اتخذه من أشكال من تقديم استقالات من قبل مسؤولين في تونس، هو أيضا سابقة ويؤكد من قبل الجانب التونسي أن هناك أشياء لا يمكن السكوت عنها. لا يمكن السكوت عن أخطاء ناجمة عن سوء نية. نعم هناك طمأنينة اتجاه عقوبة الحكم، لكنها طمأنينة غير مكتملة في ظل فرض عقوبات مالية على الجامعة وعقوبة مشترطة بتقديم اعتذار للإتحاد الإفريقي.
هل سيكون لكم الموقف ذاته إذا ما تعلق الأمر أيضا بأخطاء تحكيمية قد تطال منتخبات أخرى غير تونس؟
نعم إذا ما تعلق الأمر بأخطاء فادحة كهذه، لكني أرى شخصيا وكما يقول المثل التونسي "ما يحس بالجمرة كان اللّي يعفس عليها"، ومن ثمّ فدائما الجهة التي شعرت بالظلم هي التي عليها أن تصده. ونحن أحسسنا بمرارة هذا الظلم وكانت خيبة أمل كبيرة على مستوى التصرفات وليس على مستوى النتيجة.