معرض في باريس للوحات فان جوخ كما يراها المسرحي أرتو
١٣ مارس ٢٠١٤يستضيف متحف أورسيه الباريسي معرضا لأعمال الفنان الهولندي فنسنت فان جوخ الذي عاش في القرن التاسع عشر (1853-1890). يتميز هذا المعرض باستعراض رؤية المخرج الفرنسي الراحل أنتونين أرتو لأعمال فان جوخ ولعلاقته بالمجتمع. ويناسب العنوان الذي اختير للمعرض وهو "الرجل الذي دفعه المجتمع للانتحار" الموضوعات التي تتناولها لوحات فان جوخ الخمس والخمسين واقتبس من تعليقات أرتو على الرسام الهولندي.
ومر أرتو وهو أحد عظماء المسرح الفرنسي بظروف تشبه تلك التي شهدها فان جوخ فقد عانى طوال حياته من نوبات هلوسة وأدخل مستشفى للامراض النفسية. وتتناثر في صالة العرض تشكيلة من العبارات العنيفة المقتبسة من تحليل أرتو لفان جوخ عام 1947 ومنها "كرب" و"هذيان" و"دم فاسد". كما تتردد في جنبات المعرض صرخات مسجلة تتناسب مع الأجواء حين يشعر الزائر أن فان جوخ ينظر اليه نظرة ثاقبة تطل عليه من اللوحات الأربع التي رسمها الفنان الهولندي لنفسه.
وكان أرتو دافع عن فان جوخ الذي مات متنحرا عام 1890 في كتاب له عام 1947، حمل فيه المجتمع مسؤولية انتحاره. وأقنعت حينها إحدى دور النشر الكاتب المسرحي الفرنسي بأن مشكلاته العقلية ستجعله مفسرا مثاليا لحالة فان جوخ.
وتقول "ايزابيل كان" راعية المعرض إن كتابات أرتو تتحدى الافكار التقليدية التي وصفت فان جوخ بالجنون. وقالت في هذا الصدد "قال أرتو (لا) لم يكن فان جوخ مجنونا لكن المجتمع دفعه لليأس والانتحار حين رفض أعماله." ومضت تقول "منذ تلك اللحظة ذهب (أرتو) الى اتهام الناس والمجتمع ككل بدفع فان جوخ للانتحار." ومن اللوحات التي يعرضها المعرض (غرفة نوم فان جوخ في آرل) و(ليلة مرصعة بالنجوم) و(زوج من الأحذية) و(سلطعون مقلوب على ظهره).
ا ف/ ط أ (رويترز)