مرحلة حاسمة في المنافسة على المنح الدراسية في ألمانيا
٢ أغسطس ٢٠١٢في مثل هذا الوقت من كل عام تنشغل المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية في ألمانيا ببحث طلبات المنح الدراسية المتوافدة عليها بشكل كبير وذلك بهدف اختيار المستفيدين من برامج المنح المختلفة، علما أن حوالي اثنين في المائة فقط من الطلبة الألمان يستفيدون من المنح المخصصة للطلبة المتفوقين.
وقد أعاد برنامج الدعم الذي تبنته الحكومة الألمانية في الدورة الصيفية من السنة الماضية لدعم الطلبة المتفوقين والموهوبين - أعاد النقاش حول أهمية هذه المنح وكيفية توزيعها على الطلبة وفق شروط معينة و آليات ومعايير محددة.
في انتظار ساعي البريد
هوا جينغ هان هي طالبة موهوبة من أصل صيني في سن العشرين و تستفيد منذ سنة من برنامج منحة دراسية من المؤسسة الألمانية لدعم الطلبة المتفوقين. وتم اختيار الطالبة هوا جينغ من بين المتنافسين بناءً على اقتراح من المدرسة التي حصلت فيها على شهادة الثانوية العامة بامتياز. بعد تقديم الطلب انتظرت هوا جينغ رد المؤسسة الألمانية لدعم الطلبة المتفوقين بفارغ الصبر. وتقول هوا جينغ إنها فرحت عندما سلمها ساعي البريد ظرفا كبيرا، وهو ما يعني قبول الطلب. والمرشحون يعلمون أن توصلهم بالظرف الكبير يرمز إلى قبول طلب المنحة.
لكن رسالة القبول لاتعني نهاية المطاف في هذه المنافسة. و كان على هوا جينغ اجتياز مجموعة من الاختبارات والمثول أيضا أمام لجنة الإختيار. وتضيف هوا جينغ قائلة: " لم يكن لدي أي تصور عما ينتظرني في دورة الاختيار هذه. وكثيرا ما يقال إنه لا يمكنك التحضير لذلك بشكل دقيق ومستهدف. ففرص اجتياز الاختبارات مرتبطة أيضا بقدرة الطلبة المنافسين و بمعايير لجنة الاختيار. ولهذا فقد قلت لنفسي سأذهب إلى هناك وأرى كيف ستجري الأمور، إما أن أُصيب وإما أن أخيب."
علامات ممتازة ووعي بالمجتمع والبيئة
وتقوم لجنة الاختيار بدراسة دقيقة وشاملة للسيرة الذاتية للمشرح ولدوافعه من الطلب. وذلك عبر مجموعة من المعايير التي يتم اختبارها عبر مناظرات وحلقات نقاش موسعة. ولكن ما هي المواصفات النموذجية للطلبة الذين يقدمون طلب الحصول على منحة من إحدى المؤسسات؟غيرهارد طويفل الأمين العام لمؤسسة المنح الدراسية بألمانيايقول إن هناك ثلاثة عناصر أساسية تستند عليها لجنة الاختيار وهي: العلامات الجيدة في المدرسة، المشاركة في أنشطة الجمعيات و الوعي بمشاكل البيئة والمجتمع.
وقد توفرت جل هذه العناصر لدى الطالبة هوا جينغ، التي تنشط في جمعية السلام الأخضر " Greenpeace" وحصلت على شهادة الثانوية العامة بامتياز وهي تهوى أيضا العزف على الكمان. سيرتها الذاتية تشبه سيرة العديد من الطلبة المرشحين للحصول على المنحة. ولكن المسؤول طويفل يؤكد على أن المنح لا تقتصر على طبقة اجتماعية معينة فقط ويقول:
" في أوساط العائلات الأكاديمية يسود حسب معرفتنا وعي ملحوظ بالمشاركة في المنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية و منظمة السلام الأخضر أو منظمات الرفق بالحيوان. ومن جهة أخرى نعلم أيضا أنه في العائلات غير الأكاديمية يكون هناك توجه لدى الأطفال للمشاركة في الأنشطة المسرحية وربما أيضا في الفرق الموسيقية، أو في التطوع عند رجال الإطفاء أو حلب الأبقار في المزرعة. بالنسبة لنا نحن نرحب بكل أنواع المشاركة "
حوافز مادية وآفاق مستقبلية
ويحصل الطلبة المستفيدين من برنامج المنحة هذا على دعم مادي شهري بالإضافة إلى تعويضات لشراء الكتب بمستوى 150 يورو، وذلك بغض النظر عن دخل الأبوين. إلى ذلك يستفيد الطلبة من دورات تدريبية إضافية و دروس مجانية لتعلم اللغات الأجنبية، مما يعزز مسيرته المستقبلية ويفتح له أفاقا مستقبلية مهمة.
مارتين ليبرت الذي يريد أن يعمل في المستقبل لدى وزارة الخارجية الألمانية يعي أهمية هذا الدعم،و ليس فقط على المستوى المادي كما يقول: "ما يهمني هو التواصل مع طلبة موهوبين من جميع أنحاء ألمانياوتبادل الأفكار ووجهات النظر معهم. أعتقد أن التواصل مع هؤلاء الطلبة الحاصلين على المنح وربط علاقات صداقة معهم أمر مهم ومثير للغاية. ففي وقت لاحق، عندما يصل البعض منهم إلى مراتب عليا أو يدخلون ميدان العمل تستطيع التواصل مع بعضهم. أظن أن ذلك سيكون أمرا مثيرا وربما يدعو الى الضحك أيضا".
مارتن له تجربة في الحصول على المنح التحفيزية، حيث سبق له وأن حصل أيضا على منحة من البرلمان الألماني عندما كان تلميذا. وهو الآن واحد من ثلاثة آلاف طالب مرشحون للحصول على منح من المؤسسة الألمانية لدعم الطلبة المتفوقين. ويمتد هذا الدعم في مرحلته الأولى لمدة أربعة فصول دراسية. وفي حال استمرار تفوقه وحفاظه على مستواه ضمن 15 بالمائة من الأوائل في الدفعة التي يدرس فيها، فإن هذا الدعم يمتد إلى غاية نهاية دراسته الجامعية.
أنتيه بيندر/ أمين بنضريف
مراجعة: عبدالحي العلمي