ليبيا: احتجاز نحو 50 مسيحياً مصرياً في بنغازي
١ مارس ٢٠١٣احتجزت السلطات الليبية نحو 50 مسيحياً مصرياً يشتبه في قيامهم بالتبشير بالدين المسيحي في ليبيا، منتصف الأسبوع الحالي في مدينة بنغازي شرق ليبيا واتهمتهم بدخول الأراضي الليبية بطريقة غير مشروعة، بحسب ما أفاد مصدر أمني الجمعة (الأول من آذار/ مارس 2013). وأوضح المصدر في تصريح لوكالة فرانس برس أنه "تم احتجاز 48 مصرياً يعملون تجاراً في سوق بنغازي البلدي خلال حملة دهم للسوق بناء على معلومات تفيد بنشاطات مشبوهة لهؤلاء العمال".
وأضاف أنه "تبين بعد اعتقال مجموعة العمال الذين ينحدر معظمهم من صعيد مصر وأرياف القاهرة أنهم يدينون بالديانة المسيحية وبحوزتهم كتب مقدسة وصور للمسيح والبابا شنودة وبعض الكتب الخاصة بالتبشير للنصرانية ليست للاستعمال الشخصي". وقال المصدر إن التهمة الأساسية لهؤلاء العمال "هي دخول الأراضي الليبية دون الحصول على تأشيرة والعمل دون أخذ إذن السلطات بالإضافة إلى عدم حيازتهم على إقامة لغرض العمل في ليبيا".
واظهر فيديو بث الأربعاء الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من العمال المصريين جالسين متراصين إلى جانب بعضهم محلوقي الرؤوس في حجرة ضيقة. واظهر الفيديو ليبيين ملتحين يتحدثون عن القبض على العمال واتهامهم بـ"التبشير بالنصرانية في المجتمع الليبي المسلم". وقال المصدر الأمني "مجتمعنا الليبي مسلم بأكمله وأنشطة مثل هذا الشيء قد تهدد الاستقرار الاجتماعي للبلد وتثير الفتن".
وتابع بالقول: "توجد العديد من الكنائس في مختلف مناطق ليبيا والمسيحيون الأجانب يمارسون طقوسهم بأريحية، لكن التبشير قد يعرض الناشطين فيه للخطر من رجل الشارع البسيط كون المجتمع متمسك بدينه الإسلامي تمام التمسك". من جهة أخرى ذكر مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية للمجلس المحلي لمدينة بنغازي أن "المحتجزين يلقون معاملة حسنة ويخضعون للتحقيقات على قضايا خاصة بالعمالة والهجرة حالياً". وأوضح لوكالة فرانس برس أن السلطات ستعمل على ترحيلهم لبلدهم فور انتهاء التحقيقات.
من جانب آخر نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن موقع لصحيفة "الأهرام" المصرية أن رجلاً في عقده الخامس من العمر وصل إلى معبر السلوم الحدودي بين البلدين، وهو مجروح في يده وبدون أي أوراق ثبوتية. وبحسب موقع الأهرام يُعتقد أن الرجل، الذي لا يستطيع الكلام بسبب انهيار عصبي، ينتمي إلى مجموعة المسيحيين التي تم احتجازها.
يُذكر أنه قد اُلقي القبض على أربعة أجانب بينهم مصري منتصف شباط/ فبراير الماضي بتهمة التبشير بالنصرانية.
ومنذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في 2011 تعرب أقلية مسيحية في ليبيا عن مخاوفها من تصاعد التطرف الإسلامي وخصوصاً بعد الاعتداء في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2012 على كنيسة قرب مدينة مصراتة التي تقع على بعد 200 كلم شرق العاصمة طرابلس. وأسفر الاعتداء عن مقتل قبطيين مصريين.
ع.غ/ م.س ( د ب أ، آ ف ب)