قوات الأسد اقتحمت معقلا للمعارضة ونداءات لنجدة المدنيين في "القابون"
١٥ يوليو ٢٠١٣قال قائد ميداني للمعارضة إن القوات السورية دخلت حي القابون الذي تسيطر عليه المعارضة اليوم الاثنين تدعمها الدبابات والمدفعية في تكثيف للجهود الرامية لطرد المقاتلين من العاصمة وتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الحكومية في أماكن أخرى من البلاد. وقالت مصادر من المعارضة ان القوات الموالية للرئيس بشار الأسد دخلت حي القابون السني بعد إخضاعه لقصف مركز. وتعرض حيَان مجاوران تسيطر عليهما المعارضة لقصف متواصل في الأسابيع الأخيرة لشل حركة المقاتلين. وقال دبلوماسيون ومصادر أمنية إن الأسد يبدو عازما على تأمين العاصمة من مقاتلي المعارضة الذين يمثلون تهديدا لقواته المتحصنة في مواقع بوسط المدينة.
وكانت قوات الأسد استعادت في الشهرين الأخيرين بمساندة مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبنانية مناطق مهمة في وسط سوريا تربط دمشق بمعقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها على الساحل. وتركز قواته الآن فيما يبدو على القضاء على تهديد المقاتلين للعاصمة.
وتأتي انتصارات الأسد في الحرب المستمرة منذ اكثر من عامين والتي راح ضحيتها ما يفوق 90 ألف شخص وسط دلائل متزايدة على وقوع اقتتال في صفوف المعارضة بين بعض المقاتلين الإسلاميين والجيش السوري الحر المدعوم من دول غربية وعربية. وقال نشطاء إن قوات الحرس الجمهوري احتجزت مئات الأشخاص في أماكن عامة بحي القابون لمنع مقاتلي المعارضة من قصف القوات الحكومية وهي تخترق دفاعات المعارضة وتدخل الحي.
وقال محمد أبو الهدى وهو قائد ميداني للجيش السوري الحر "توغلوا في القابون. ما زلنا في الأبنية العالية لكنهم اخذوا كثيرا من المدنيين لمنعنا من مهاجمتهم." وقال إن الرهائن محتجزون في مسجد ومدرستين. وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان إن 200 شخص محتجزون في مسجد في القابون وإن 40 ألف مدني في القابون وحي البرزة القريب يخضعون للحصار منذ سبعة اشهر ومعرضون للهلاك تحت وطأة القصف العشوائي. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن السكان المحتجزين تمكنوا من الفرار من المسجد يوم السبت. لكنه قال إن سكان الحي يعانون في ظل نقص الغذاء والدواء ووجود القناصة.
ووجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم "نداء عاجلا إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية, بالإسراع لنجدة المدنيين وحمايتهم وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ والمصابين في حي القابون".
معارك شرسة في محافظة أدلب
وفي سياق آخر، قتل 29 شخصا في قصف صاروخي وجوي أمس الأحد على قرى في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، في أعنف قصف على المنطقة منذ أشهر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان "29 شخصا قتلوا بينهم ثماني نساء وستة اطفال في قصف صاروخي وجوي على قرى وبلدات في ريف ادلب مساء أمس، في اعنف قصف على المنطقة منذ أشهر".
وعلى صعيد جهود الإغاثة المبذولة دوليا من أجل تقديم العون لملايين السوريين المتضررين من النزاع في سوريا وخارجها، وصلت ممثلة الأمين العام للامم المتحدة ليلى زروقي صباح الاثنين إلى دمشق حيث ستلتقي مسؤولين سوريين لبحث أوضاع الأطفال المتأثرين بالعنف في سوريا.
وقال البيت الأبيض اليوم الاثنين إن الإدارة الأمريكية على اتصال يومي مع المعارضة السورية بشأن الكيفية التي يمكن ان تسد بها الولايات المتحدة احتياجاتها. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس بشأن مسائل تتعلق بمساعدة سوريا." وأضاف أن الرئيس باراك اوباما يعتقد أن "مساعداتنا المجددة لسوريا مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة."
وقال المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر المعارض اليوم انه يريد التحقيق في مقتل احد كبار قادته الميدانيين على أيدي مقاتلين أجانب الأسبوع الماضي. وهذا أول رد فعل رسمي من المجلس على مقتل كمال حمامي المعروف ايضا باسم ابو بصير اللاذقاني وهو الحادث الذي أدى إلى حدوث اقتتال في صفوف المعارضة بين بعض المقاتلين الليبراليين والإسلاميين. وقالت مصادر بالمعارضة المسلحة إن أبو أيمن البغدادي المشتبه به الرئيسي مختفي عن الأنظار وليست هناك أي دلائل على ان جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة في سوريا والتي ينتمي إليها ستسلمه للمحكمة في مدينة حلب الشمالية.
م. أ. م/ م. س (رويترز، أ ف ب)