قمر صناعي أوروبي جديد لزيادة دقة التنبؤ بحالة الطقس
١٧ يوليو ٢٠٠٦يتطلع العلماء اليوم في خضم المعركة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات إلى التوصل إلي طريقة مثلى للتنبؤ بظروف الطقس وتقلباته. ويبدي الباحثون اليوم اهتماما متزايدا بالمتغيرات المناخية العالمية والعمل على رفع القدرة على التنبؤ الدقيق بحالة الطقس. ولذا كان لزاما توظيف الاتصالات الصوتية والصور الرقمية بالاعتماد على الأقمار الصناعية في هذا الإطار، من أجل زيادة الاستشعار بحجم التغيرات والتقلبات المناخية. ولا شك بأنّ الرصد الجوي ودقته يرتبط ارتباطا وثيقا بالتقدم البشري وحماية البيئة والتنمية المستدامة والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية، الأمر الذي يستدعي فهما أفضل لنظام المناخ وأثره على الأنشطة البشرية التي تتأثر بالطقس والمناخ وتؤثر فيه أيضا.
وفي هذا الإطار، من المتوقع أن يطلق اليوم إلى الفضاء القمر الصناعي الأوروبي للرصد الجوي وأبحاث المناخ –MetOp-A- على متن صاروخ روسي من قاعدة كازاخستان الفضائية. وهذا القمر يعد الأكثر تعقيدا في هذه السلسلة من الأقمار لما يحويه من تكنولوجيا متقدمة. هذا القمر يعتمد على مجسات متقدمة قادرة على قراءة الحالة الجوية ورصد التغيرات المناخية والتقلبات الجوية . وكذلك تسمح التكنولوجيا الموظفة في هذه القمر بإرسال المعلومات الملتقطة إلى الأرض بسرعة فائقة ومعالجتها بواسطة حواسيب ونظم حاسوبية متقدمة، طورت خصيصا للتعاطي مع المعلومات الواردة من الفضاء بالسرعة والدقة المطلوبتين.
نظام بالغ التطور والتعقيد
ويشكل هذا القمر واحدا من ثلاثة أقمار صناعية، من المفترض أن تطلق خلال الخمسة أعوام القادمة. وتبلغ تكلفة هذا المشروع حوالي 3 بليون دولار. وعن آلية تمويل هذه المشروع الطموح، فإنّ 1.8 بليون دولار ستأتي من الوكالة الأوروبية لأبحاث المناخ والباقي سيتم تمويله من قبل الوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء.
وعن أهمية هذا المشروع وجدواه، قالت الوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء بأنّ هذا الجيل من منظومة الأقمار الصناعية هذه: "سيسمح بالحصول على معلومات في غاية الدقة عن درجة الحرارة ونسب الرطوبة وسرعة الرياح واتجاهاتها وكذلك معلومات عن طبقة الأوزون وظاهرة الانحباس الحراري." وأضاف القائمون على هذا المشروع بأنّ هذا القمر سيمكن العلماء من " فهم أكبر للتغير المناخي العالمي وكذلك زيادة القدرة على التنبؤ بحالة الطقس بدقة عالية." ويذكر هنا أنّ وزن هذا القمر يبلغ أربعة أطنان و طوله 58 يبلغ قدما. ومن المفترض أن يوضع في مداره فوق الأرض على ارتفاع 800 إلى 850 كلم وسيدور فوق القطب الشمالي والجنوبي 14 مرة كل 24 ساعة.
تنبؤ دقيق لحالة الجو لمدة خمسة أيام قادمة
ونظرا لقرب مدار هذا القمر من الأرض يستطيع أن يقيس درجة الحرارة ونسب الرطوبة في أماكن مختلفة من الغلاف الجوي بدقة متناهية. وبذا يأمل العلماء بهذه التقنية الجديدة الحصول على تنبؤ دقيق لحالة الجو لمدة خمسة أيام قادمة. وكذلك يراود العلماء الحلم بإمكانية التنبؤ بتوجهات الطقس للفصول السنوية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ إطلاق هذا القمر يشكل حجر الأساس للتعاون بين أوروبا وبين الوكالة الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي. وفي هذا السياق، فإنّ الأقمار الصناعية الأوروبية والأمريكية ستتعاون مع بعضها من أجل الوصول إلى أكبر تغطية ممكنة للتغيرات المناخية وكذلك عملية تبادل المعلومات الملتقطة من خلال هذه الأنظمة.
فهم ظاهرة "تسونامي"
تعد أدوات الرصد التي بنيت في هذا القمر من أكثر النظم التقنية تعقيدا، حيث تسمح بنقل صور ذات جودة عالية من الوضوح لحركة الغيوم والرياح وقياس درجة الرطوبة. وهو سيسمح بزيادة تصور العلماء عن سبب التغيرات المناخية على وجه الأرض وما يرافقها من ارتفاع درجات الحرارة وتوسع ثقب الأوزون. وفي هذا الإطار، يمكن فهم حدوث الأعاصير مثل تسونامي آسيا أو إعصار كاترينا أو زيادة الفيضانات في أوروبا. وكذلك ستسمح الصور الملتقطة عبر هذا القمر بتحليل ظاهرة الذوبان الجليدي ورفع درجة التنبؤ بحدوث الأعاصير على شكل نظام إنذار مبكر.