قصف متواصل بدونباس ومؤتمر في سويسرا لإعادة إعمار أوكرانيا
٤ يوليو ٢٠٢٢يستمر الجيش الروسي بقصف شرق أوكرانيا وبالتقدم في خطة السيطرة على كامل منطقة دونباس بعد استيلائه على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية، في وقت يعد مؤتمر لوغانو في سويسرا لمرحلة إعادة البناء.
وأعلنت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية مساء الأحد (الثالث من تموز/يوليو 2022) انسحابها من ليسيتشانسك محور معارك شرسة في الأسابيع الأخيرة، مقرة بتفوق القوات الروسية على الأرض في لوهانسك في شرق أوكرانيا.
وبعد استيلائه على ليسيتشانسك، المرحلة الأساسية في الهيمنة على حوض دونباس الصناعي، يبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين إلى الغرب، اللتين تتعرضان للقصف دونما هوادة منذ الأحد.
وفي كلمته اليومية مساء الأحد، حاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخفيف من وطأة الوضع مركزًا على خطوط الجبهة الأخرى، حيث تؤكد كييف أنها "تحرز تقدمًا" في منطقتي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب)، وأكد: "سيأتي يوم نقول الشيء نفسه عن دونباس".
في مدينة سلوفيانسك التي كان عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب، أسفرت ضربات الأحد الروسية عن سقوط ستة قتلى بينهم طفلة في التاسعة. وقال زيلينسكي: "كان اسمها إيفا وكانت لتحتفل بعيد ميلادها العاشر في آب/أغسطس". وتدعو السلطات الأوكرانية السكان الآن إلى المغادرة فيما بات خط المواجهة على بعد كيلومترات قليلة من سلوفيانسك.
وفي سيفيرسك، على بعد حوالي عشرين كيلومترًا غرب ليسيتشانسك، يبدو أن القوات الأوكرانية تعتمد على خط دفاع بين هذه المدينة ومدينة باخموت لحماية سلوفيانسك وكراماتورسك. وتحدث سكان اتصلت بهم وكالة فرانس برس عن عمليات قصف تزداد كثافة على سيفيرسك في الأيام الأخيرة. وأكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني في مؤتمر صحافي صباح الإثنين: "كثف العدو قصفه على مواقعنا باتجاه باخموت". ودوت الانذارات المحذرة من وقوع غارات جوية ليل الأحد-الإثنين، وصولًا إلى أوديسا.
مؤتمر في سويسرا لإعادة إعمار أوكرانيا
وفي حين أن نتيجة الحرب غير محسومة بعد، ينعقد مؤتمر لوغانو الذي يجتمع فيه ممثلون من نحو 40 دولة مانحة محتملة، يومي الإثنين والثلاثاء، في محاولة لرسم معالم إعادة البناء في أوكرانيا مستقبلًا.
ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك إلى لوغانو الأحد على أن يلتقيا خصوصًا رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين لإرساء أسس "خطة مارشال" لأوكرانيا مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعًا والتقديرات تراوح بين عشرات إلى مئات مليارات الدولار. ومن المتوقع أن تقدم الحكومة الأوكرانية أولوياتها لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب للمرة الأولى. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر رابط فيديو خلال الاجتماع.
ورأى المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني في مقابلة مع محطة "آر تي إس " التلفزيونية السويسرية أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال، لكن من الحيوي توفير "أفق إيجابي للمدنيين".
وستعرض وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الإثنين في لوغانو خطة بريطانية واسعة لإعادة البناء في أوكرانيا. وقالت الوزيرة قبل المؤتمر: "إنعاش أوكرانيا بعد حرب العدوان الروسية سيشكل رمزًا لتفوق الديمقراطية على التسلط. وسيظهر ذلك لبوتين أن محاولته لتدمير أوكرانيا جعلت منها أمة أرقى وأكثر ازدهارًا ووحدة".
كما أنه من المقرر أن تعلن تراس عن خطط لاستضافة مؤتمر التعافي العام المقبل، حيث تلتزم الحكومة ببرنامج على غرار خطة مارشال، في تكرار لنهج إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية من جهتها إنها ستزيد مساعداتها المالية المباشرة للرياضيين الأوكرانيين ثلاث مرات لكي يتمكنوا من أن "يرفعوا عاليًا" علم بلادهم خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024 والشتوية في 2026، على ما أعلن رئيسها توماس باخ. وقال باخ خلال زيارة لكييف واقفًا إلى جانب زيلينسكي: "الوقت لم يحن" لتغيير موقف اللجنة الأولمبية الدولية التي أوصت باستبعاد الرياضيين الروس والبيلاروس من كل المناسبات الرياضية الدولية.
م.ع.ح/ح.ز (د ب أ ، أ ف ب)