"أزمة قرداحي"..قطر تستنكر والإمارات والكويت تسحبان السفراء
٣٠ أكتوبر ٢٠٢١انضمت قطر إلى السعودية والإمارات والكويت، في موقف لافت، وأعلنت عن استغرابها الشديد واستنكارها للتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية اليوم السبت (30 تشرين الأول/أكتوبر 2021) "نعرب عن استيائنا الشديد واستنكارنا للتصريحات الأخيرة الصادرة ن وزير الإعلام اللبناني". وأضاف البيان أن "موقف وزير الإعلام اللبناني الجديد غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء". ودعت الوزارة الحكومة اللبنانية "لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتهدئة الأوضاع ولرأب الصدع بين الأشقاء". يذكر أن العديد من دول الخليج اتخذت إجراءات بحق لبنان لما اعتبرته "إساءة" و"تحيزا" بحق السعودية والإمارات، بعد التصريحات الصادرة عن قرداحي بشأن الأزمة اليمنية.
وكانت الإمارات قد أعلنت اليوم سحب دبلوماسييها من لبنان. ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن خليفة شاهين المرر، وزير دولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، إن "قرار سحب الدبلوماسيين جاء تضامناً مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة". وأشار إلى استمرارية العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت خلال الفترة الحالية. وقررت الإمارات أيضاً منع مواطنيها من السفر إلى جمهورية لبنان.
كما حذت الكويت أيضاً اليوم السبت حذو السعودية والبحرين وقرّرت الطلب من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة أراضيها واستدعاء سفيرها في بيروت، وذلك على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن. وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان: "دولة الكويت قرّرت استدعاء سفيرها لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة القائم بأعمال سفارة الجمهورية اللبنانية لدى دولة الكويت خلال 48 ساعة".
وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي اعتبر في مقابلة تلفزيونية بثت الاثنين وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في أيلول/سبتمبر، أنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران "يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات. وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان الأربعاء عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً". لكنّ قرداحي رفض "الاعتذار" عن "آرائه الشخصية". وقال: "أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر؟".
في بيروت، اجتمعت خلية الأزمة الوزارية التي شكلها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وشارك القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بيروت ريتشارد مايكل في جزء من الاجتماع. وقال وزير التربية عباس الحلبي لصحافيين على الاثر "نقول إن المعالجة قائمة وأملنا كبير بأننا سنتوصل في وقت قصير إلى استدراك هذا الأمر وإعادة فتح صفحة جديدة"، وأضاف: "كل ما تطلبه الحكومة اللبنانية هو فتح أبواب الحوار لأن هذا هو السبيل الوحيد لحل كل المشاكل".
وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشيل عون: "تابع المداولات التي طرحت خلال اجتماع" خلية الازمة. وأضافت أن الرئيس جدد "التأكيد على حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤّثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبّب بأزمة بين البلدين لا سيّما وانّ مثل هذا الأمر تكرّر أكثر من مرّة".
وفي القاهرة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية. وقال أبو الغيط فى بيان إن "الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الاعلام اللبناني وما تلاها من احداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانياً بشكل ينزع فتيلها ولا يزكي نارها علي نحو ما حدث وأوصل الأمور الي انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموماً والخليجي خصوصاً".
وكانت السعودية استدعت الجمعة سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها بعد تصريحات الوزير، في توتر إضافي للعلاقات بين الرياض وبيروت. وبعدها، طلبت مملكة البحرين من السفير اللبناني مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية إنّ القرار الكويتي يأتي "نظراً لإمعان الجمهورية اللبنانية واستمرارها في التصريحات السلبية وعدم معالجة المواقف المرفوضة والمستهجنة ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية". وتابعت أن القرار يأتي أيضاً بسبب "عدم اتخاذ حكومة الجمهورية اللبنانية الإجراءات الكفيلة لردع عمليات التهريب المستمرة والمتزايدة لآفة المخدرات إلى الكويت وباقي دول مجلس التعاون".
وفي الأيام الماضية، أعلنت السعودية عن عدة عمليات صد مهرّبي المخدرات تمكّنت خلالها من مصادرة آلاف من حبوب الكبتاغون المخبئة داخل فواكه مستوردة. وكانت السعودية علقت في نيسان/أبريل الماضي استيراد الفواكه والخضار من لبنان، أو السماح بمرورها على أراضيها، بعد ضبط الجمارك أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.
ويسود فتور بين السلطات اللبنانية والسعودية منذ سنوات، في ظل اتهام الرياض المسؤولين اللبنانيين بعدم التصدي لحزب الله، بعدما كانت الرياض من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً، قبل أن يتراجع دعمها تدريجياً، امتعاضاً من دور حزب الله المدعوم من إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.
م.ع.ح/ع.أ.ج (د ب أ ، أ ف ب)