فولفسبورغ لن يسلم من تداعيات فضيحة فولكسفاغن
٨ أكتوبر ٢٠١٥منذ فضيحة الانبعاثات وعملاق السيارات الألماني فولسفاغن، وغيره من شركات صناعة السيارات الشهيرة في ألمانيا تعاني الأمرين. فهذه الفضيحة تسببت بخسائر مادية هائلة، ما يعني أن على فولكسفاغن اتخاذ إجراءات تقشف صارمة، وهو ما أكده ماتياس مولر رئيسها التنفيذي الجديد مؤخرا. ويتوقع الخبراء أن تتجاوز قيمة خسائر فولكسفاغن، بسبب هذه الفضيحة 46 مليار يورو. ومن الطبيعي أن تطال إجراءات التقشف هذه موظفي الشركة وكل من له علاقة بها. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل كيف سيكون وضع نادي فولفسبورغ في ظل هذه الإجراءات؟
فمن المعروف أن نادي فولفسبورغ يتبع كليا لشركة فولكسفاغن. ومن الواضح أن إجراءات التوفير الصارمة ستطاله أيضا، وهو ما ظهر جليا في إجابة مولر مدير فولكسفاغن الجديد للموقع الإلكتروني لصحيفة فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ (FAZ) الذائعة الصيت، بشأن دعم نادي فولفسبورغ، إذ قال "سنقوم بدراسة (هذه) الأمور وسنرى".
حتى الآن يتقاضى نادي فولفسبورغ من شركة فولكفساغن حوالي 100 مليون يورو في كل موسم. ووفقا لمعلومات حصل عليها موقع صحيفة "بيلد" الألمانية فإن شركة فولكسفاغن ستخفض ما يعادل 20 بالمائة من تمويل نادي فولفسبورغ. أي ما يعادل 20 مليون يورو سنويا، إلى أن تتمكن الشركة من تجاوز أزمتها.
على فولفسبورغ أن يعدّ حساباته جيدا
ولاشك أن المال عنصر مهم في عالم كرة القدم، وهو أمر ربما يتطلب من كلاوس أولوفس، مدير شؤون الكرة في فولفسبورغ القيام بحساباته جيدا وعدم التبذير. وعلّق أولوفس على قرارات شركة فولكسفاغن بشأن خفض التمويل بقوله"من البديهي أن يكون لنا دور في سياق تطور الأزمة".
لكن الحفاظ على النجوم ورواتبهم البالغة حوالي (90 مليون يورو)، يتطلب من نادي فولفسبورغ الحصول على إيرادات مسابقة دوري أبطال أوروبا. واحتراما لقواعد اللعب المالي النظيف، فإن على إدارة فولفسبورغ عدم التصرف بالفائض من صفقات الانتقال الصيفية والبالغ قيمتها 100 مليون يورو. هذا الفائض حصل عليه نادي فولفسبورغ من نادي مانشستر سيتي مقابل بيع النجم البلجيكي دي بروينه بمبلغ 80 مليون يورو وانتقال بيريسيتش إلى انتر ميلان مقابل 20 مليون يورو.
"غلطة الشاطر بألف"
ما يعني أن شراء كلاوس أولوفس للاعبين جدد أصبح مرهونا بالتخلي عن بعض لاعبي فريق فولفسبورغ. وهذا يعني أيضا أنه لكي يتمكن أولوفس من تحقيق أمنيته في شراء مهاجم فريق بازل برييل امبولو (18 عاما) مقابل 20 مليون يورو، عليه الاستجابة لرغبة الأندية الانكليزية والاستغناء عن المهاجم الهولندي باست دوست (26 عاما).
هذا الوضع ربما سيدفع بكلاوس أولوفس للتفكير جيدا قبل القيام بأي صفقة. فبالرغم من الخبرة الكبيرة التي يمتلكها كلاوس أولوفس في شؤون إدارة الكرة، لكن كما يقول المثل "غلطة الشاطر بألف". إذ يرى الكثيرون من خبراء الرياضة أن أولوفس أخطأ كثيرا بشأن صفقة المهاجم الألماني شورله.
ففي شهر شباط/فبراير الماضي، انتقل "بطل العالم" أندريه شورله إلى فولفسبورغ قادما من تشلسي الإنكليزي مقابل 30 مليون يورو، وهذه الصفقة كانت أغلى صفقة في تاريخ النادي.
وحتى الآن، مضت ثمانية أشهر على انضمام شورله إلى فولسبورغ، لكن نتائجه لم تأت كما يشتهي الفريق الألماني. فقد شارك شورله مع حامل كأس ألمانيا بـ31 مباراة، أحرز من خلالها هدفا واحدا فقط وصنع ثلاثة أهداف. هذه تعتبر نتائج مخيبة جدا، فضلا عن أدائه البطيء وقلة مرونته وعدم قدرته على الاحتفاظ بالكرات.
شورله يبرر تراجع أدائه!
وحير الأداء المخيب لشورله العديد من خبراء الكرة، لكن اللاعب الألماني خرج عن صمته وبرر أداءه المخيب بسبب تشوهات في عموده الفقري. ويشرح شورله الأعراض الناتجة عن هذه التشوهات بقوله "بسبب هذه التشوهات أعاني من تشنجات دائمة في عضلات الفخذ والأرداف، ما يمنعني من القيام ببعض الحركات ويحد من قدرتي على الجري سريعا".
ويخضع شورله حاليا إلى علاج خاص لدى طبيب المنتخب الألماني هانز فيلهلم مولر- فولفارت. ووفقا لموقع "بيلد" الألماني فإن الوضع الصحي لشورله يتحسن جدا، واسمه ورد ضمن قائمة المدرب يواخيم لوف الخاصة بأسماء المرشحين للمشاركة في لقاء المنتخب الألماني بنظيره الايرلندي الخميس (الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في تصفيات كأس الأمم الأوروبية والتي ستقام فرنسا العام المقبل.