غونتر غراس- إبداع وسيرة ذاتية مثيرة للجدل
فقدت ألمانيا كاتبها الكبير غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي لم يكن أديبا مبدعا فقط وإنما خاض غمار الحياة السياسية والاجتماعية أيضا، وكثيرا ما أثار الجدل. ولم يبدع في الرواية فقط وإنما في الشعر أيضا.
توفي الكاتب الألماني الشهير غونتر غراس عن عمر يناهز الـ 87عاما. يعد غراس من أبرز الأدباء الألمان بعد الحرب العالمية. خاض غمار الحياة السياسية والاجتماعية العامة وساهم بفعالية في الجدل حول مواضيع إشكالية وسياسة الحكومة.
روايته الأولى “طبل الصّفيح” الصادرة عام 1959حققت له شهرة عالمية واسعة. وهي جزء من ثلاثيته المعروفة بـ "ثلاثية دانتسيغ" وتضم أيضا "القط والفأر" (1963) و"سنوات الكلاب" (1963).
حصل غراس على جائزة نوبل للآداب عام 1999 وذلك عن روايته "طبل الصفيح" التي قال عنها نقاد بأنها أظهرت الجانب المخفي من التاريخ، وإنها من الأعمال الأدبية التي ستبقى خالدة.
ولد غراس في السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 1927، لأب ألماني بروتستانتي وأم كاثوليكية ذات أصول بولندية بمدينة دانتسيغ، المعروفة حالياً بغدانسك في بولندا.
للهروب من ظروف عائلته الفقيرة، التحق غراس عام 1944 بالجيش النازي وخدم في صفوف القوات الخاصة (إس إس) ليعيش تجربة الحرب وعمره لا يتعدى الـ 17 عاما، إلا أنه وقع في النهاية أسيرا لدى القوات الأمريكية.
بعد الحرب، بدأ غراس دراسة الرسم والنحت في جامعة دوسلدورف. ثم انتقل للعيش في برلين وباريس وأقام العديد من المعارض الفنية. بقي مخلصا للفن وكان يصمم بنفسه أغلفة كتبه.
في سنوات الخمسينات تحول غراس إلى الأدب أكثر فأكثر. عام 1955 لفتت كتاباته نظر "مجموعة 47"، التي كانت تضم كتابا وأدباء ألمان كبار لهم حضورهم وتأثيرهم في الساحة الأدبية.
انضم غراس إلى جمعية الصداقة الألمانية ـ البولندية، كما شارك بفعالية في دعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لكن عضويته في الحزب لم تتجاوز العشر سنوات بين عامي 1982 و 1992.
في عيد ميلاده الثمانين عام 2007، انتقد غراس إسرائيل في قصيدته "ما يجب أن يقال" التي نشرتها صحيفة زود دويتشه تسايتونغ في نيسان/ أبريل 2012. ما أثار جدلا كبيرا ليس من الناحية الأدبية والشكل وفقط، وإنما اتهم بالجهل السياسي ومعاداة السامية أيضا.
في ديسمبر 2013، كان غراس أحد الموقعين على نداء "كتَاب ضد مراقبة الجمهور" مع أكثر من 560 كاتبا، انتقدوا مراقبة المخابرات الأمريكية وتجسسها على هواتف ومراسلات الناس حول العالم. وكان غراس طوال حياته مثقفا مشاكسا.