أثريون مصريون ينكرون تقريراً حول نسب توت عنخ آمون
٢١ أكتوبر ٢٠١٤أثار تقرير نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية حالة من الغضب الواسع في الأوساط الأثرية المصرية، بعد أن أشار إلى أن الفرعون، الذي مات شاباً، كانت بنيته أنثوية بسبب ولادته من أب وأم كانا شقيقين. وطالب باحثو الآثار المصريين بوضع حد لما وصفوه بـ"العبث" الذي تتعرض له مومياوات ملوك وملكات الفراعنة، بهدف الخروج بتقارير تهدف لضرب الحضارة الفرعونية.
وجدد الأثريون المطالب بإطلاق مشروع وطني مصري لدراسة مومياوات الفراعنة يكون مقره في متحف التحنيط بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر.
عنخ آمون ولد بعد علاقة والده إخناتون بشقيقته
وشكك عالم المومياوات المصري أحمد صالح عبد الله، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية الثلاثاء (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، في صحة ما نشرته "ديلي ميل" عن أن الملك توت عنخ آمون كانت لديه بعض العيوب الوراثية التي أثرت فيه، ومنها امتلاكه ساق أنثى وتمتعه ببنية أنثوية.
كما رفض عالم المومياوات المصري ما أعلنه ألبرت زنك، مدير معهد المومياوات في إيطاليا عبر صفحات "ديلي ميل"، بأن توت عنخ آمون جاء نتيجة علاقة والده إخناتون بشقيقته.
وأكد صالح أن إخناتون لم يكن أخاً لنفرتيتي، التي لم تكن من الأسرة المالكة، ولم تكن محظية إخناتون، وأن محظيته كان اسمها "كيا" وهي التي من الممكن أن تكون أماً لتوت عنخ آمون، لكنها لم تكن أختاً لإخناتون ولا تنتمي لعائلته.
لا أدلة على شكل وسمات توت عنخ آمون
ووفقاً لعالم الآثار المصري، لم يتم العثور على أجساد غالبية عائلة إخناتون ولم يُعثر إلا على توت عنخ آمون وبناته وجسد صاحب المقبرة رقم 55، ولذا فمن الصعب قبول الرأي الذي يشير إلى أنه تنوع أنثروبولوجي.
وأضاف أن الدراسات الأثرية والتاريخية تتفق على أن الفرعون توت عنخ آمون وجد نفسه فجأة مطالباً بالجلوس على العرش بعد أن مات سلفه الملك سمنخكارع. وحكم هذا الملك الشاب ما بين تسع إلى عشر سنوات. لكن البحوث والدراسات لم تلق الضوء حول شكل وسمات وخصائص عنخ آمون.
وظهر الفرعون في أغلب المناظر على جدران مقبرته وعلى آثاره بشكل كلاسيكي يشبه أي ملك في مصر القديمة، على الرغم من أن الفن في عهده لا يزال يحمل سمات الفن الأتوني، الذي ابتكر في عصر الملك إخناتون من حيث الجمجمة المستطيلة والخصر الكبير.
وأشار إلى ملاحظة هامة وهي ظهور الملك متكئاً على عصا السير في أكثر من منظر.
تقوس غريب في ظهر الملك
وبحسب المراجع التاريخية، فقد عثر المستكشف البريطاني هوارد كارتر، مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، على أكثر من 130 عصا وعكازاً وبقايا عصي متنوعة الأشكال والزخارف. واعتقد كارتر آنذاك أن الملك كان مولعاً بجمع العصي، ووجد دلائل عدة على استخدام الملك هذه العصي أثناء حياته.
وكشف عالم الآثار أحمد صالح عن أن صور الأشعة السينية لظهر الملك تشير إلى أن هناك تقوساً غريباً في الظهر نتيجة لالتواء العمود الفقري. ورأى أطباء بريطانيون قاموا بفحص المومياء أن هذا الالتواء تسبب في حدوث صعوبة في الحركة.
كما أظهرت فحوص أخرى أن الحالة الصحية للملك توت عنخ آمون كانت جيدة، ولم تتم الإشارة إلى إصابته بأية أمراض. لكن البعض اعتقد أن الملك كان مصاباً بداء السل، إلا أنه لا توجد أدلة قوية تؤيد هذا الاعتقاد، لاسيما أن صاحب هذا الاعتقاد لم يحصل على عينة من رئة الملك ليقوم بدراستها.
كما أن الأشعة المقطعية التي قام بها فريق من أعضاء الجمعية الجغرافية أثبتت أن توت عنخ آمون كان يتمتع بصحة جيدة ولم يكن يعاني سوء تغذية أو أية أمراض.
جمجمة توت عنخ آمون أتونية الشكل
وكانت أذن الملك صغيرة الحجم، ويبدو أنه كان يرتدي قرطاً في أذنه أثناء حياته، إذ ثقبت الأذن اليسرى بثقب قطره 7.5 مليمترات، وربما ثقبت الأذن اليمنى، التي يبدو أنها ضاعت أثناء نزع اللفائف عند اكتشاف المقبرة. وأظهرت الأشعة السينية أن جمجمة الملك مستطيلة الشكل، وهي تشبه الجماجم التي ظهرت في الفن الأتوني وسميت بـ"الجمجمة الأتونية".
ومن المعروف أن هذا النوع من الجماجم قد شاع في مناظر ونقوش عصر العمارنة، وصور رأس الملك إخناتون على شاكلة هذا النوع من الجماجم. كما صورت أيضاً جماجم أغلب الناس في عصر هذا الملك بنفس الشكل.
وحين خضعت صور الأشعة السينية للدراسة، وجد أن جمجمة توت عنخ آمون واسعة ومسطحة القمة، ووجد تطابق كبير بين شكل رأس توت عنخ آمون ورأس صاحب المقبرة رقم 55 بوادي الملوك غرب مدينة الأقصر.
ورجح باحثون أستراليون أن يكون سبب استطالة الرأس عند صاحب المقبرة رقم 55 - المرجح أن يكون صاحبها الفرعون سمنخكارع أو إخناتون - هو إصابته بمرض استسقاء الرأس، الذي يسببه تجمع سائل النخاع الشوكي داخل المخ، ما يعني أن استطالة الرأس هي حالة مرضية.
لا بد من دراسة مومياوات الفراعنة
إلى ذلك، اتفق باحثون مصريون بمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية على ضرورة وجود مشروع وطني مصري لدراسة مومياوات الفراعنة والرد على ما يثار بشأن التاريخ المصري القديم، وتعمد بعض المراكز البحثية في الدول الغربية تشويه الحضارة المصرية القديمة، عبر الإعلان عن نتائج دراسات مغلوطة، حسب قولهم.
واقترح الباحثون المصريون أن يقام المشروع المصري لدراسة مومياوات الفراعنة في متحف التحنيط بمدينة الأقصر، الذي يعد المتحف الأول من نوعه لمومياوات الفراعنة وفنون التحنيط المصري القديم في العالم.
د.ص/ ي.أ (د ب أ)