طيور المناطق الاستوائية ملونة أكثر من الطيور الأخرى بالفعل
لطالما تم الافتراض بأن الطيور الاستوائية ملونة أكثر من تلك الموجودة في المناخات الأكثر اعتدالاً، دون أن يتم إثبات ذلك. لكن دراسة حديثة كشفت أن هذا الافتراض صحيح بالفعل. كيف؟
فكرة قدمها داروين وفون هومبولت لأول مرة
لاحظ علماء الطبيعة مثل تشارلز داروين وألفريد راسل والاس وألكسندر فون هومبولت بعد سفرهم حول العالم في القرن التاسع عشر أن الطبيعة في المناطق الاستوائية كانت نابضة بالحياة بشكل غير طبيعي مقارنة ببلدانهم. وهكذا بدأت "القاعدة" الواسعة الانتشار بأن الكائنات الحية ملونة أكثر في المناطق الاستوائية مقارنة بتلك التي تعيش في بقية العالم - وهي فكرة لم يكن قد تم إثباتها.
دراسة عالمية!
لم يصبح إجراء الدراسات المطلوبة لاختبار هذه "القاعدة" ممكناً إلا مؤخراً بفضل التطور التكنولوجي مثل تقنيات معالجة الصور الأكثر فعالية والمعلومات الجغرافية الأكثر دقة والتي يسهل الوصول إليها. ساعدت هذه الأدوات في تمهيد الطريق لدراسة حقيقية على نطاق عالمي.
عدد لا يحصى من الألوان
تعد الطيور من بين أكثر مجموعات الحيوانات تلويناً، إذ يوجد فيها نحو 10000 نوع ومجموعة متنوعة هائلة من الظلال والألوان. قام الباحثون بتحليل صور أكثر من 4500 نوع من العصفوريات، مثل هذه العصافير الذهبية. تمثل العصفويات (أو الجواثم) مثل العصافير والطيور والغربان ما يقرب من 60٪ من جميع أنواع الطيور.
ما هو الإشباع اللوني؟
لكن ما المقياس بأن طائراً ما ملون أكثر؟ حسناً، في هذه الحالة، فهذا يعني أن هناك تنوعاً أكبر في الألوان داخل طائر واحد، أو ببساطة: كم عدد الألوان المختلفة التي يمكن تمييزها؟ تم تحويل هذا بعد ذلك إلى مقياس: كلما كان المؤشر أعلى، كان الطائر ملوناً أكثر.
رسم خرائط الألوان
أولاً، قسّم الباحثون الطيف الكامل للألوان إلى شبكة تشبه رقعة الشطرنج. ثم قاموا باستخراج ألوان البكسل لصور ريش الطيور ورسموها على شبكة الألوان لكل طائر. أخيراً، قاموا بحساب عدد المربعات المملوءة على رقعة الشطرنج الملونة. هذه هي الطريقة التي تم بها قياس "التلون" أو "الإشباع اللوني".
قوس قزح استوائي
أكدت النتائج ما اشتبه به داروين وفون هومبولت. كانت الطيور الاستوائية من مجموعة الجواثم ملونة أكثر بالفعل، وذلك بنحو 30% أكثر من تلك الموجودة في المناطق غير الاستوائية! قد ترجع الأسباب المحتملة وراء هذا الاختلاف إلى السمات المناخية والبيئية، لكن الأسباب لا تزال غير واضحة.
قاعدة عامة؟
لم يكن ما يحير ألكسندر فون هومبولت الألوان "المجنونة" للطيور الاستوائية فحسب، بل أيضاً ألوان الفقاريات والحشرات والنباتات الأخرى. فهل يمكن تطبيق هذه "القاعدة"، التي تم تأكيدها الآن على العصفوريات (الجواثم)، على الكائنات الحية الأخرى؟ لايزال علينا انتظار إثبات ذلك! إستيبان باردو/م.ع.ح